يخلط البشر بين سرطاني البروستاتا والخصيتين لأنهما يشبهان بعضهما في تفاصيل كثيرة? لكنهما يختلفان أيضاً عن بعض في أمور عديدة? وهما من الأمراض السرطانية الأكثر شيوعاً بين الرجال.

يتشكل سرطان الخصية في الخصيتين، أي في جزء من الجهاز التناسلي الذكري، أي في الغدد التي تنتج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون. فيما يتكوّن سرطان البروستاتا في "البروستاتا"، أي في غدة في الجهاز التناسلي الذكري، وهي غدة صغيرة تقع أسفل المثانة قرب المستقيم، وتحيط بمجرى البول والسائل المنوي. وقد يعاني الذكور في مراحل عمرية مختلفة، التهاب غدة البروستاتا، ما يتسبب في التهابات بكتيرية حادة، وبتبدلات في طبيعة نسيج الغدة، وبارتفاع في الحرارة، وبالتهابات مزمنة تدوم فترات طويلة وتتسبب بآلام مبرحة. وتختلف أعراض التهابات غدة البروستاتا باختلاف النوع، فإذا كانت بكتيرية حادة أو مزمنة، تظهر على شكل حرارة وألم شديد في أسفل الظهر وصعوبة في التبول. أما أعراض الالتهابات الجرثومية، فتظهر على شكل ألم أثناء التبول، يترافق مع صعوبة في إفراغ المثانة.

وأيضاً ثمة أعراض أخرى خفيفة قد تساعد على اكتشاف الإصابة المبكرة، من بينها شعور بالضغط في الجزء السفلي من البطن أو الفخذ، وألم بسيط في أسفل الظهر في بعض الأحيان، لكن غالباً ما تظهر هذه الأعراض في مرحلة متأخرة. كما أن المصاب قد يشعر لاحقاً بعد تقدم الإصابة، بنقص في الطاقة والتعرق من دون سبب واضح، وبضيق في التنفس وسعال وألم في الصدر وبصداع وتوتر.

ويقوم طبيب المسالك البولية عادة بفحص سريري يُصار فيه إلى فحص الغدة بالأصبع عبر المستقيم، فإذا شعر الطبيب بأن الغدة المتضخمة طرية، ليّنة، اطمأن الى أنها نظيفة أما في حال بدت قاسية، صلبة، فيُرجح وجود سرطان أو "بحصة" ربما في الغدة.

أمّا تأكيد الحالة فيكون عبر إجراء فحص البول، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، أو عبر أخذ خزعة من غدة البروستاتا للتأكد من حالة التضخم. ويُسمّى الفحص المبكر المعتمد عادة في تحديد وجود الإصابة أو عدم وجودها «بي أس آ» PSA، وهو قادر على تحديد مستوى المضادات الجينية للبروستات في الدم، فإذا تخطى هذا المستوى نسبة معينة، يكون احتمال الإصابة السرطانية في البروستاتا قائماً. وعلى عكس سرطان البروستاتا، يمكن للذكور في أي عمر أن يصابوا بسرطان الخصية، من عمر الرضاعة حتى عمر الكهولة. ونحو نصف حالات سرطان الخصية تحدث بين رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و34 سنة. واللافت هنا، ألّا أعراض واضحة مبكرة لكن، في حال كان المصاب ولداً، فقد تكون الأعراض ظهور علامات بلوغ مبكرة مثل خشونة الصوت ونمو شعر الوجه والجسم. كما أن ارتفاع مستوى خطر الإصابة يزيد بعد سن الخمسين? ويزيد وجود مصاب من أفراد العائلة، من الدرجة الأولى أي أب أو أخ، من احتمال الإصابة بنسبة 4 إلى 8 مرات عن الآخرين? لأن هذا السرطان ينتقل عبر الكروموسوم الذكري.