تعدّ السورية ربا رزق أول سيدة تحمل لقب "حكم كرة قدم" وتحصل على الشارة الدولية للتحكيم من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". رزق التي بدأت مسيرتها الرياضية في عمر صغير أشارت إلى أنّها شاركت في بدايات تأسيس المنتخب الوطني لكرة القدم النسائية في سوريا، كما شاركت في بطولات كثيرة في عدد من الدول، مثل لبنان والأردن والإمارات، وحققت نتائج رائعة ومتميّزة. وعن دخولها مجال التحكيم? صرّحت رزق في حوار جمعها بزهرة الخليج? أنها كانت دوماً تراقب الحكام وهم يتدربون، وكانت مهتمة بدخولها إلى هذا المجال. وتابعت "كان عندي رغبة دائمة في التدرّب مع الحكّام، وقد شجعني الحكام الكبار على الانتساب لمجال التحكيم، وأخبروني بأن له مستقبلاً جيداً، وأبدى الاتحاد السوري لكرة القدم اهتماماً كبيراً بمشاركتي في التحكيم، ولهذا دعوني لحضور جميع التدريبات التخصصية وكل الاختبارات فتخصصت "حكم راية"، ونجحت بذلك بأن أكون أول حكم فتاة في سوريا".

أما فيما يخصّ قصة حصولها على الشارة الدولية للتحكيم من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" قالت رزق: "الشارة الدولية تجعلني معروفة دوليّاً أمام المجتمع الرياضي العالمي، ويتم بناء عليها دعوتي من قبل الاتحادات القارّية المختلفة، مثل الاتحاد الآسيوي وغيره، وفي عام 2017 تلقيت دعوة للمشاركة في تدريبات نخبة آسيا، وتمكنت من اجتيازها بنجاح، وفي 2018 أصبحت ضمن نخبة آسيا العاملة، إذ تمكنت من اجتياز الاختبارات بنجاح أيضاً. واختبارات النخبة هي عبارة عن تقييم لجاهزية الحكم في اللياقة البدنية، ويشمل تدريبات عدة ومسابقات للجري، وقد تمكنت من اجتيازها، وكنا يومها أربعة من العالم العربي، ومعنا الكثير من الحكام من مختلف دول العالم".

وأكدت رزق من ناحية أخرى? أنّ الصعوبة الأساسية التي واجهتها كانت في تقبّل الجمهور فكرة وجودها كفتاة في الملعب? وخوفها من عدم تقييم الناس لها تقييماً مُنصفاً رغم أنها عادلة وتعطي لكل فريق حقه. وأشارت رزق إلى أنه فيما بعد بات الناس ينظرون إليها مثل أي حكم آخر موجود في الملعب، ولكن إذ وقع أي خطأ سيتذكرون حينها أنها فتاة، لهذا تحرص دائماً على عدم ارتكاب الأخطاء بقدر الإمكان. من ناحية أخرى? أوضحت رزق أنّ وضع النساء في مجال التحكيم عربياً أفضل من وضعهن في سوريا، مضيفةً أنّ أكثر دولة فيها حكام من النساء هي مصر، وفي المقابل لا يوجد حتى الآن في الخليج حضور للفتيات في مجال التحكيم. وتمنّت بأن تحظى كرة القدم النسائية العربية عموماً باهتمام أكبر وأن تتطور بشكل أكثر.