أتحدث عن جيلي، عندما أكتب مقالي الأول في «زهرة الخليج». وقد تشرّفت بتولي رئاسة تحريرها، والعمل فيها مع فريق محترف، توارث من العقود الأربعة الماضية تقاليد مهنية راسخة، وإحساساً بالقيمة، وشغفاً متزايداً بأن يكون للمرأة العربية أبعد من مجلة، تقرأ فيها شؤونها، مثلما تقرأ فيها قضاياها، وتجد فيها المتعة والفائدة والترفيه.

أنا من جيل "زهرة الخليج"، الذي كان يتصفّح الصور في أعدادها الأولى بعد عام 1979، ويبتهج بشقيقتها مجلة "ماجد"، إذ تصدر المجلتان عن شركة أبوظبي للإعلام? التي يديرها المثقف النقدي الدكتور علي بن تميم - في إطار مشروعها الثقافي التنويري، الذي يهجس بالمعرفة، وبالأطفال والنساء، ويكبر مع الأجيال، لتكون لهم، إضافة إلى ذلك، صحيفة "الاتحاد" الأكثر عراقة، والأوسع انتشاراً. أي أنه مشروع راسخ وقوي من المجلات والصحف، تُضاف إليه قنوات ومحطات ومنصات مرئيّة ومسموعة ورقمية، تحت مظلة أبوظبي للإعلام. وهذا يرفع التحدي إلى أقصاه بالنسبة إلى "زهرة الخليج"? فعليها أن تتكامل مهنياً وثقافياً مع شقيقاتها، وتواصل حضورها، وتظل وفية للمتلقي العربي، الذي يعرفها منذ نحو أربعين عاماً، ولا يزال يُواظب على دعمها، ويتطلع منها إلى المزيد، مع تزايد الفرص واتساع الآفاق في العالم الرقمي، بعد ثورة المعلومات. "زهرة الخليج" تكبر مع الأجيال، وهي مستمرة بالزخم ذاته عبر العقود الماضية، وتقبل التحديات الجديدة في الإبداع والابتكار والذكاء، وكل ذلك بات عناوين كبيرة لمضامين جادة وحقيقية، للنموذج الذي تشيده دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة والعالم. لكنّ "زهرة الخليج"، التي تدخل عامها الأربعين، ستظل دائماً في حاجة إلى كل اقتراح وتوجيه، فهي للقارئة والقارئ، وفريقها يدرك قيمة النقد، من أجل محتوى أكثر تميزاً وتنافسية..