استطاع الوالد المؤسّس لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه) أن ينتصر للمرأة منذ بدايات مرحلة التأسيس، فأعطاها الحق في التعليم والعمل والسفر إلى الخارج، للحصول على أعلى الدرجات العلمية، انطلاقاً من قناعته بأن "المرأة هي الأم والأخت والزوجة، ولا يهضم حق الأم أو الأخت أو الزوجة إلا كل جاحد للنعمة، متنكر للأصول".

وقد عبّر الروائي والكاتب الإماراتي، علي أبو الريش في كتابه "زايد الشخصية الاستثنائية" عن ذلك بقوله: "زايد كافأ المرأة في كل شيء، حتى في القضايا الاجتماعية التي لا يتنبّه إليها الكثيرون، حيث حقق للأرامل والثكالى، والمطلقات والعوانس ما لم يتحقق للمرأة في أي مكان في العالم، وحتى بلدان الديمقراطيات الكبرى لم تستطِع أن توفّر للمرأة من حقوق، كما تحقق لها على أرض الإمارات".

من جانبها تؤكد د.عائشة بالخير (مستشارة البحوث والأرشيف الوطني التابع لوزارة شؤون الرئاسة)، أن المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه)، استطاع أن ينتصر للمرأة لأنه يمتلك شخصية فذّة ولديه نظرة ثاقبة، وفطنة بخفايا الأمور وتركيباتها المعقدة? وقد مكّنته هذه المهارات الحسّية وذكاؤه الاجتماعي، من تصميم آليّة تتناسب مع العادات والتقاليد، وتسهّل فهم المجتمع لها، وتحفّز الأهالي وأبناء الشعب على مشاركة بناتهم في رَكْب التعليم والتطور والنهضة الشاملة.

وأضافت بالخير: "في عام 1976، فتحت جامعة الإمارات في مدينة العين أبوابها، وكان خروج المرأة محدوداً آنذاك، إلا أن حكمة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد (طيَّب الله ثراه)، وجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات» (حفظها الله ورعاها)، أسهمت إيجاباً في تحفيز المجتمع إلى دفع عجلة نهضة المرأة قُدماً. فقد تم توفير حافلات تنقل الطالبات من الإمارات والمدن البعيدة، مما وفّر على الأهالي تكاليف النقل، وكذلك سكن الطالبات الذي يقطن فيه بعيداً عن أسرهن، مؤمنة ومُجهّزة بما يتناسب والتقاليد والعادات الإماراتية، مما كسب ثقة المجتمع في التغيير. وكان تصرفهما هذا «قوة ناعمة»، أدّت إلى كسر الحواجز وتخطي الصعاب وتذليل التحديات".

وتربط المهندسة مريم بن ثاني الفلاسي (عضو مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي)، بين طبيعة المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، البدوية ورؤيته الثاقبة: "كان الشيخ زايد قائداً صاحب رؤية ثاقبة رسّخت معاني الاتحاد، ولم تكن طبيعته البدوية في منأى عن توجّهاته الاستراتيجية، والإسلام عنده منهج حياة. مما ذلّل العقبات والتحديات وجعلها مقومات للنجاح.

وتضيف الفلاسي: "كان للشيخ زايد (طيَّب الله ثراه)، تصور لمستقبل الإمارات والدور الذي سيقوم به كل فرد في المجتمع لتحقيق الرؤية المستقبلية، فلم يَنْأَ عن تطوير جميع أفراد المجتمع، فقد أنشأ مراكز التعليم النظامية وتعليم الكبار. وكذلك أمر بإنشاء الصفوف النظامية وفصْلها للبنات والأولاد والكبار من السيدات والرجال. وتمّت مُراعاة أوقاتها، فكانت صفوف تعليم الكبار مسائية لتتيح لهم العمل صباحاً والدراسة مساء. كذلك الحوافز التشجيعية للأهالي لدعم تعليم المرأة".

وتختتم مريم قائلة: "لقد تدرّجت سياسته الواعية الرّشيدة لمحو الأمية، وتأهيل الكوادر من الرجال والنساء لبناء مستقبل الإمارات. كذلك لم يتجاهل الأسرة ودور الأم في تربية الأبناء، فكان يحث المرأة على دورها الرئيسي في تربية الأبناء، ودور الأسرة الرئيسي في تدعيم النهضة المستقبلية للدولة.. رحم الله باني الاتحاد".

عائشة عبد الرحمن أكدت من جهتها أنّ المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه) حثّ المرأة على التعليم والعمل منذ البداية? ولم يطلب منها البقاء في المنزل، بل آمن بدورها في بناء المجتمع، فالتحقت بالمدارس والجامعات، ومراكز محو الأمية التي انتشرت في كل مكان، حتى تستطيع المرأة الذهاب إليها من دون عناء، وعقب ذلك تأسيس الجمعيات النسائية في كل الإمارات، وتأسيس الاتحاد النسائي العام، وغير ذلك كثير من المؤسسات الداعمة للمرأة.

بدورها تقول فاطمة ماجد السري (عملت في قسم الإعلام في جمعية النهضة النسائية في دبي لسنوات طويلة): "لقد حظيت المرأة الإماراتية والأسرة عموماً، باهتمام خاص من المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومنذ بداية توليه الحكم في إمارة أبوظبي، أظهر اهتمامه بالمرأة ودعا إلى تعليم الفتيات، فقد كان يقول عنها: «هي كل المجتمع»، وبعد تأسيس الاتحاد في 1971، قام مع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (حفظها الله)، بتأسيس الاتحاد النسائي العام، وجمعية المرأة الظبيانية، وكان يذهب إلى القرى والأماكن البعيدة ويدعو أولياء الأمور لأخذ البنات إلى التعليم النظامي. وقد كان قراره (طيَّب الله ثراه) بتجميع أبناء وبنات الإمارات في بوتقة واحدة وصرْح علمي يجمعهم? فتم تأسيس جامعة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1977، والتي أكملت هذا العام 41 عاماً، وتوالى بعدها افتتاح كليات التقنية

العليا وجامعة زايد، وعشرات الجامعات العالمية التي تلقَى إقبالاً كبيراً من أبناء وبنات الإمارات، وكلها مؤسسات تعليمية للجنسين معاً".

وتختتم فاطمة بالقول: "إن يوم المرأة الإماراتية، الذي أعلنته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة (أم الإمارات)، في عام 2015، يوماً سنوياً في 28 من أغسطس، هو يوم انطلاق الاتحاد النسائي العام في الإمارات في عام 1975، وهذا كله من فكر المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه). وظلت المرأة الإماراتية حاضرة في فكره إلى آخر أيامه، حيث أصرّ على إشراكها في أعلى المناصب، فكانت أول وزيرة معالي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة للاقتصاد والتخطيط. واليوم لدينا الوزيرات والسفيرات والبرلمانيات، وقائدات الطائرات وأساتذة الجامعات، فالمرأة الإماراتية موجودة في كل مواقع العمل".