ما إن سمحت المحكمة الفرنسية للفنان سعد المجرّد بمغادرة الأراضي الفرنسية لفترة محددة جداً وقصيرة جداً، حتى انطلق إلى بلده المغرب، ليطلق من هناك أغنيته الجديدة "غزالي".

وبعد أقل من يومين فقط، حقق كليب الأغنية على موقع «يوتيوب» ما يزيد عن عشرين مليون مشاهدة? وهذا معناه أن الفنان المغربي الشاب، لا يزال نجماً كبيراً، وله شهرته الكبيرة، وله جمهوره الواسع والوفيّ. لكن الأغنية لا بد أن تخضع للتقييم الفني، بعدما عرفنا حجم جماهيرية النجم وشعبيته? فالرقم الذي حققه، يشير إلى أنه لا يزال في القمة، لكن تعالوا نقيّم الأغنية من الناحية الفنية. الأغنية جميلة، والتوزيع الموسيقي للحن باهر وفيه تجدد واضح? وعدد المشاهدات هنا، لا يشير إلى حلاوة الأغنية بقدر ما يشير إلى جماهيرية مغنيها.

الكليب الجميل، بسيط لكن تنفيذه باهر بكل المواصفات، بل بمنتهى الإبهار. والسؤال، من الذي حفظ الأغنية وكلماتها؟ من يستطيع مشاركته غناء هذه الأغنية إذا ما قرر أن يغنيها في حفل كبير؟ حتى الآن، لم نجد في الأغنية وكلماتها ما يجعلنا نستطيع القول إنها أغنية شعبية. هناك صعوبة في فهم كلماتها وإمكانية غنائها للعامة من الجمهور. وبالمقارنة مع الأغاني التي حققت نجاحات كاسحة منذ إطلاقها، نجد أن لمجرد هو السبب بنجاح الأغنية، وليست حلاوة الكلمات أو اللحن.

فلنقارن، بين أغنية حسين الجسمي "بشرة خير"، التي حققت اكتساحاً كبيراً منذ لحظة إطلاقها، وبين أغنية "تلات دقات" للفنان أبو، التي حققت أيضاً نوعاً آخر من الاكتساح، تسقط "غزالي" بالمقارنة. فبعد إطلاق "بشرة خير" كان الجمهور يحفظ كلماتها على الرغم من سرعة إيقاعها، ويحفظ أسماء المدن المصرية التي وردت فيها. لم تكن أغنية الجسمي في حاجة إلى أكثر من أسبوع لتكون على كل لسان من المحيط إلى الخليج.

اللحن السريع كان مفتاح النجاح، وسهولة الكلمات جعلتها تحقق مئات الملايين من المشاهدات.

أغنية أبو أيضاً، حفظها الجمهور وفي كل حفلة صارت أساس حالة الفرح العام الذي يعمّ الاحتفالات والمناسبات الغنائية السعيدة. هنا مئات الملايين، وهناك مئات الملايين. وإذا كانت جماهيرية حسين الجسمي أوصلت الأغنية، فاللحن الراقص الجميل، والكلمات السهلة جعلتها شريكة الحفلات.

في المقابل، لم يكن أبو نجماً جماهيرياً عربياً، وبالكاد كان بعضنا يعرفه بأغنيته "مسافر"، التي شاركه فيها الفنان الشعبي المصري أحمد عدوية. والأغنية هنا، حققت الشهرة للفنان المصري أبو، شبه المغمور عربياً، وجعلته مطلوباً في كل مكان.

سعد لمجرّد حقق أغنية جميلة، ولحناً جميلاً، وكليباً جميلاً، لكن انتشار الأغنية جاء لأنه سعد لمجرد، ولو غناها مطرب مغمور، لما وصلت إلى هذه الملايين بهذه السرعة. وهذا على عكس أغنيته "أنت معلّم" التي أصبحت محط كلام عند أغلب الناس.  إن أول شروط الأغنية الشعبية الناجحة، أن تكون سهلة الحفظ، بحيث يغنيها الجمهور ويحفظ كلامها بسهولة. وإذا كانت أغنية "أنت معلّم واحنا منك نتعلّم، نسكت وأنت موجود، ما نرضى نتكلّم" هي التي حققت الشهرة والنجاح لسعد لمجرد، فإن سعد هذه المرة، هو الذي حقق النجاح لأغنية "غزالي". وإذا نجحت معه هذه المرة، نظراً إلى شوق جمهوره لسماع جديده، فقد لا تنجح معه في مرة مقبلة.

سننتظر لنرى ونسمع الأغاني المقبلة من سعد لمجرد، ونتأكد من صحة كلامنا هذا.