يحتار البعض في الاختيار بين مواصلة الدراسة للحصول على درجة تعليمية أعلى مثل الماجستير والدكتوراه? لأنها شهادة مرموقة تمنح حامُلها تعمّقاً نظرياً وتطبيقياً أكبر في تخصص معين، مما سينعكس حتماً على مستوى أدائه في العمل ومساره الوظيفي? أو التوجه إلى مجال العمل لأنّ الخبرة تعتبر السلم للتطور الوظيفي التي تُصقل مهارات الموظف أو الخريج لتتناسب مع وظيفته وأهدافه. وفي هذا السياق? تعتقد المرشدة الأكاديمية عائشة السويدي أن شهادة الماجستير على الصعيد الوظيفي مُفيدة في الوقت الحالي، فالخبرة وشخصية الموظف ترتقيان بمنصبه، فلا جدوى من شهادة الماجستير مثلاً لشخص يريد أن يصبح مديراً ولا يحمل صفات قيادية، أو ليست لديه القدرة على اتخاذ القرار مثلاً، كما تؤمن عائشة بأن شهادة الماجستير قد تكون فارقة عندما تتقارب الخبرات في مكان معين، وهنا يُنظر إلى المستوى التعليمي إلى جانب الخبرة. من جهتها تعتبر المهندسة المدنيّة مها مصطفى أن الاكتفاء بشهادة البكالوريوس في الوقت الحالي أفضل، لأن أغلب الوظائف في سوق العمل تتطلب هذا المستوى التعليمي فقط، وأشارت إلى أنها تفضل أن يكون قرار الحصول على شهادة الماجستير بعد الحصول على الوظيفة بسنتين أو ثلاث، حتى يتسنّى للموظف معرفة التخصص الذي سيُساعده في وظيفته فيما بعد، أما إذا لم تتطلب وظيفته أن يحصل على درجة الماجستير فلا جدوى من دراستها.

أمّا منار الجابري (خريجة إعلام وعلاقات عامة) تؤمِن بأن الخبرة مفتاح النجاح والتقدم الوظيفي، لكنّها في الوقت عينه ترغب في دراسة الماجستير لأنها مرحلة تعليمية متقدمة وستعطيها نظرة شموليّة عن تخصصها.

"دراسة الماجستير تعتمد على التخصص نفسه" هذا ما تعتقده إيمان سالم (خريجة إعلام) التي أوضحت أنّ بعض التخصصات تتطلب دراستها وتكون مُلحَقة بشهادة البكالوريوس لتتم مُزاولة المهنة، أما بعض التخصصات قد تتطلب دراسة الماجستير بعد الحصول على القليل من الخبرة لتخدم الشهادة وظيفته ومهاراته، لكن بنظرها نَيْلها بالطبع مهم ومفيد في أي مجال كان. وتؤمن أميرة الزعابي (طالبة ماجستير في جامعة السوربون) بأن الماجستير ستكون إضافة مميزة للخبرة التي ستكتسبها لاحقاً في سوق العمل، وهي تشعر بالرضا الكامل عن نفسها لاتخاذها هذه الخطوة، مشيرةً إلى أنها تطمح أيضاً لدراسة الدكتوراه.

من ناحية أخرى أكدت مريم الهاجري (إدارية) أنها حصلت على الدرجة الوظيفية التي تتناسب مع شهادة الماجستير التي حصّلتها? مشيرةً إلى أن الحصول على الخبرة إضافة إلى الشهادة، هو تعزيز في الجهتين العملية والأكاديمية، وبالتالي يكون موقف الموظف أفضل في حال توافُر شاغر وظيفي أفضل يتناسب مع مؤهلاته وخبرته.