الفنانة دنيا بطمة صاحبة صوت مميز وأداء غنائي جميل يشفع لها دوماً عندما يدور عنها الحديث. الظروف التي عصفت بدنيا جعلت أعداءها أكثر من محبيها، وهو الأمر الذي انعكس عليها فصارت متحفزة دوماً للهجوم على أي رأي وأي شخص، بالإضافة إلى مشاكلها الأسرية التي جعلت الكثيرون يسيؤون فهمها والحكم عليها. خلال الشهر الحالي فقط، دخلت دنيا في ثلاث قصص مثيرة للجدل، أولها كانت اتهامات الجمهور لها بتقليد الفنانة ميريام فارس، خلال أدائها لأغنية "3 دقات" في حفل زفاف أحيته في البحرين .ونشرت دنيا بطمة مقطع فيديو في حسابها على انستقرام ولم تسلم من الإنتقادات، حيث اتهمها البعض بالرقص بنفس الطريقة التي ترقص فيها الفنانة ميريام فارس. ثم وجه المتابعون لها نفس التهمة عندما نشرت صورة لها في حسابها على إنستقرام بدت فيها وكأنها نسخة منها لأنها إعتمدت لوك ظهرت به ميريام وارتدت فستاناً يشبه أحد فساتينها. ويبدو أن الإنتقادات التي تنشرعبرحساب دنيا بطمة، بدأت تزعجها ودفعتها إلى حجب كل التعيلقات على صفحتها على موقع "إنستقرام". بعد هذا الموضوع بأسبوعين دخلت دنيا بطمة في متاهة مشاكلها العائلية مرة أخرى، حين أعادت حماتها مها الترك نشر صورة تجمعها بحفيدتها غزل الترك ابنة دنيا، وذيلت الصورة بدعاء للطفلة، وقامتدنيا بعد ذلك بنشر صورة لابنتها مع تعليق طويل كتبت فيه أن ابنتها محبوبة وأن "حتى المريض (ة) لي يكرها ويكره أمها" يتملق ابنتها ويمثل المحبة، واتهمت بطمة أن من نشر صورة ابنتها يبحث عن متابعين وشهرة، ثم قالت إن ابنتها لا تحتاج للتي تقصدها "والله يحفظ لها جدتها ليلى أطسي" ولم تنس دنيا إضافة "منشن" لوالدتها لكن الذي غفلت عنه أن حساب أمها جديد لم يكمل الشهر، وأن هذا الحساب أولى بفكرة جمع المتابعين عبر نشر صورة ابنة دنيا التي تعتبرها بطمة مشهورة! وأكملت دنيا غضبها بنشر صورة لابنتها مع أمها ليلى أطسي وكتبت عليها "فرق شاسع بين النور والظلام" في إشارة مبطنة لشخص ما. بعد يومين من هذه القصة دخلت دنيا بطمة في جدال آخر وهذه المرة مع وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، خلال ندوة صحفية بمناسبة تكريمها في تظاهرة قفطان مازاكان، وجادلته حول تصريح سابق له قال فيه إن القفطان المغربي موروث جزائري، وقالت دنيا بطمة إنها لا تقبل أن يكلمها أحد عن الوطنية، لأنه "سيتعرض للضرب بالعصا" وتابعت: "مع احترامي لكل أهل الجزائر والمحبين، أي حاجة فيها الطراسن والعقاد هي مغربية، هذا ما فيه نقاش، أغنية الراي فعلا جزائرية، لكن القفطان المغربي يبقى مغربياً، فالجزائر عندكم الكاركو جزائري، أما القفطان والجابادور فهو مغربي، والفنانين العرب الذين يرتدون القفطان يقولون قفطان مغربي ولا يتم نسبه إلى دولة أخرى". وكان عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري قد أعلن أن الجزائر، تقدمت رسمياً بطلب تصنيف موسيقى "الراي" كـ "موروث غنائي شعبي جزائري" لدى "اليونسكو"، معتبراً أن طبق الكسكس والقفطان موروث جزائري وليس مغربياً. من المفترض أن تكون دنيا بطمة قادرة على ضبط النفس بعد كل ما مرت به من مشاكل، فإعادة التفكير قبل التسرع في الحديث هو أمر جيد؛ فحتى وإن كنت صاحب الحق يجب أن تعلم أن كثرة الجدال والتعبير عن الغضب تفقدك هذا الحق وتحولك من وضع المظلوم إلى الظالم، ما مرت به دنيا بطمة من مشاكل وضغط إعلامي جعل في داخلها الكثير من الغضب بإتجاه الناس الذين ترى أنهم آذوها، لكن عليها أن تتذكر أن الانسان لا يعيش لوحده على هذا الكوكب، وأن "الظفر ما يطلع من اللحم" لذا فهي لا تستطيع أن تقتلع صغيرتها عن أسرتها، ولن تستطيع بإغلاق التعليقات على حسابها قفل أفواه الناس، وعليها أن تعرف أنها تستطيع إثبات وجهة نظرها دون اللجوء لمفردات مستفزة، فلا يليق بفنانة تبحث عن النجومية أن تهدد بالعصا حتى لو كان هذا التهديد بداخل بيتها. كما إن ادخال الجمهور في خلافات أسرية لا دخل له قد يؤدي إلى فقدانها للنجومية، التركيز على المستقبل والنجاحات هو أمر يتطلب تخليص النفس من كل المشاحنات التي تستهلك طاقة نفسية لا داعي لها.