حُدّد منذ عام 2008، آخر أسبوع من شهر مارس أسبوعاً خليجياً موحداً لتعزيز صحة الفم والأسنان، ولنشر الوعي حول أهمية العمل الوقائي لخفض الإصابة بأمراض الفم والأسنان? لأن صحة الأسنان مهمّة كثيراً? فهي تعني تجنب رائحة الفم الكريهة، والتهاب اللثة الذي قد يولّد مشاكل أخرى في الجسد.

والتركيز على صحة الفم والأسنان يُفترض أن يبدأ منذ الصغر، منذ أن يبدأ الطفل بتعلم السلوكيات الصحية المستدامة واكتساب المهارات الشخصية الأولى. لذلك تُركز دول الخليج على نشر الوعي الصحي في المدارس? بعد أن بيّنت الأرقام والمعلومات، أن 90% من أطفال المملكة العربية السعودية يعانون تسوس الأسنان? و85% من الأطفال في الخليج عموماً يعانون أيضاً تسوس الأسنان. وسُوسة السن ليست السوسة نفسها التي تظهر أحياناً بالعين المجرّدة، في أصناف من الحبوب? فهي لا تنتج عن مكوّن حيوي، بل بسبب اختمار بقايا المأكولات في الفم وتراكمها واختلاطها بميكروبات موجودة في الفم، ما يؤدي إلى منتجات أسيديّة تتسبب في تآكل السن وتسوسها.

وسيؤدي أي إهمال للأسنان إلى تكوين ميكروبات يسهل عبورها من الفم عبر الأسنان إلى مختلف أنحاء الجسم، وتتسبب بأخطار صحية جمّة. فالتسوس إذا أُهمل يؤدي إلى حدوث أمراض في القلب، كما أن هناك علاقة وثيقة بين التهابات الفم والجسم. وهناك مشكلة سوء التغذية بسبب عجز من يعاني آلاماً في أسنانه على مضغ ما يتناوله بشكل سليم، فيبلعه عشوائياً? والخلل في هذه العملية الأساسية، يجعل المأكولات تمر مباشرة من الفم إلى المخرَج، من دون أن يستفيد الإنسان غذائياً، ما يؤدي إلى سوء تغذية يتسبب بمشاكل جمّة، مثل فقر الدم ومشاكل في الجهاز الهضمي.

كما تؤدي أحياناً الأمراض التي تصيب الأسنان إلى خلل في إطباق الفكين على بعضهما البعض، ما يؤثر في اللفظ، مسبباً صداعاً متكرراً وخللاً في الرؤية أحياناً، كما قد يعاني الإنسان حين يتكلم من تطاير الريق من فمه.

بالإضافة تُعتبر رائحة الفم أيضاً من المشاكل الأساسية التي تواجه الكثيرين، وحلها لا يكون في تناول "حبة مُنكّهة"، لأن الضرس المسوّس يُصبح خزان ميكروبات، ينتج إفرازات أسيدية في حرارة 37 درجة مئوية، فتنبعث منه حينها روائح نتنة جداً.

مشاكل أخرى تتسبب بها قلة الوعي في موضوع صحة الأسنان، لاسيما في اللثة، ما يؤدي إلى إصابتها بما يسمّى "الاستسقاء" أو التقيّح، بسبب بقايا الطعام عليها، بما يُشبه «كمخة» الطعام، فتتراكم على الأسنان وتتخمر، وتسمح للمواد الكلسية الموجودة في الريق بأن تتراكم أيضاً، مكونة الجير الذي يحاول أن يدفعها ويأخذ مكانها. واللثة في طبيعة تكوينها تهرب منه، كونها تحب النظافة وتخشى الأوساخ.

إذاً النظافة هي الأساس للحفاظ على صحة الأسنان ومن المهم استخدام الخيط لتنظيف الأسنان لأنه يصعب وصول الفرشاة إلى أماكن داخلية والعبور إلى العمق، ما يُبقي الأسنان عرضة لتأثير بقايا أطعمة تراكمت بينها?

كما من المُهم زيارة طبيب الأسنان مرتين على الأقل سنوياً.