رجال تزوّجوا ولديهم الأبناء والأحفاد، منهم من رحلت أمه، ومَن لا تزال على قيد الحياة، ومع تقدم العمر وتحمّل المسؤوليات، والاهتمام بالزوجات والأبناء والأحفاد، إلا أنهم يشعرون بالحنين إلى أمهاتهم، ولسان حالهم يقول: "ما زلتُ طفلاً يا أمي".

يؤكد فيليب رياشي "مدير راديو الرابعة" أنه ما زال بالنسبة إلى أمه الطفل المدلل رغم أنه تزوج وأنجب? وسيبقى طيلة حياته بحاجة إلى حضنها وحنانها لأن لا مثيل لهما? فعلى الرغم من المسؤوليات الملقاة على عاتقه إلا أنه يشعر أمامها بطفولته وبدلالها له.

من جهته يقول الاختصاصي النفسي د. عبد العزيز العساف أنه سيبقى يحنّ إلى حضن أمه وحنانها مهما عَلا شأنه? وسيبقى طفلها الصغير الذي يَحْبُو ويريد أن يمشي، ويُتأتئ بكلمات غير مفهومة? وسيبقى يردد يومياً "ما زلتُ طفلاً يا أمي".

خبير الاتيكيت طارق الشميري أشار إلى أنّه من الصعب عليه وصف علاقته بأمه قائلاً: "لم  يكد يمر شهر على زواجي، إلّا أن أمّي لا تزال تتصل بي يومياً وتسأل عن صحتي، وهل نمتُ مبكراً، أو زعّلني أحد، أو أرهقت في عملي. وإذا اتصلت بي ولم أرد عليها، كوني في اجتماع أو في مكان لا أستطيع استخدام هاتفي.. تقلق وتتصل بأبي ليُطمئنها عني، حيث أنني أقيم في الإمارات وأمي في اليمن، لكنها لا تزال تعاملني كطفلها المدلل الذي يُشعرني بالحنين إلى طفولتي.

أمّا الإعلامي الدكتور عبد الرحيم إبراهيم فعبّر عن حنانه لوالدته المتوفاة بالقول: "بصراحة أقولها لك يا أمي? أنت الحاضرة حضور أنفاسي? فعلى الرغم من أنك لا تعيشين معي، لكنك تسكنين روحي وتملكين حياتي، وتخونني الكلمات ويعجز لساني عن التعبير، وتخنُقني عباراتي كلما تذكرتك، فأشعر بروحك الطاهرة معي. أمي يا منبع سعادتي، أنت مَلاذي والصّدر الوحيد الذي جرّدني من همومي. إنني مشتاق إلى دفء صدرك وحنانك وحكايتك، وغناء صوتك العذب الحنون، حتى وأنت في عالمك الآخر"