مرض كرون أو داء كرون أو حتى ما يطلق عليه إسم "إلتهاب الأمعاء الناحي" هو من الأمراض الإلتهابية التي تصيب الجهاز الهضمي عموماً والأمعاء خصوصاً. هذا الداء هو مزمن ولا يمكن التخلص منه ويحمل عدد من المشاكل الصحية للأشخاص الذين يعانون منه.

التعرف أكثر عن هذا المرض والإطلاع على الطرق التي تساعد في التخفيف من أعراضه المزعجة يساعد على تحسين حياة المريض الذي يعاني منه. “أنا زهرة" أعدت لك اليوم ملف متكامل عن هذا النوع من الأمراض.

ما هو مرض كرون؟

مرض كرون هو من المشاكل الغير شائعة ولكنه ممكن أن يحصل لأي شخص كان وهو عبارة عن إلتهاب يحدث في الجهاز الهضمي والذي يتحوَل مع الوقت إلى تقرحات. الشفاء كلياً من مرض كرون هو أمر مستحيل حيث أنه يعتبر من الأمراض المزمنة التي تستمر لفترة طويلة. مرض كرون يأتي على شكل هجمات تفصل بينها فترات سكون قد تطول أو تقصر بحسب قوة المرض.

ما الذي يسبب مرض كرون؟

في الحقيقة حتى اليوم السبب الأساسي والرئيسي وراء الإصابة بمرض كرون لا يزال مجهولاً. تشير بعض الدراسات العلمية إلى أن الوراثة يمكن أن تلعب دور في زيادة خطر الإصابة بمرض كرون. أما دراسات أخرى تشير إلى أن خلل في الجهاز المناعي يمكن أن يؤدي إلى حدوث مرض كرون مما يسبب إلتهابات حادة بالأمعاء. وأيضاً قد يكون السبب وراء هذا المرض نوع من الجراثيم وذلك لأنه تم إيجاد جرثومة معيَنة في عينات الدم للأشخاص الذين يعانون من داء كرون.

من جهة أخرى، دراسات علمية جديدة تشير إلى أن تلوَث الجوَ والتدخين هي من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث مرض كرون عند الكثير من الأشخاص، إلا أن هذه الدراسات تحتاج للمزيد من البحوث لتأكيد نتائجها. بالإضافة إلى ذلك، يشير بعض الأطباء أن تناول أدوية معينة يسبب في ظهور تقرحات في الأمعاء وتؤدي إلى مرض كرون.

كيف يمكن الكشف عن هذا المرض؟

هناك عدد من الأعراض التي تظهر عند الشخص الذي يعاني من مرض كرون، ومن أبرز أعراض مرض كرون نذكر ما يلي:

  • آلام حادة في البطن.

  • المعاناة من إسهال حاد.

  • نقص في الوزن.

  • قلَة الشهية.

  • آلام في المفاصل.

  • النزيف المعوي.

  • إنسداد الأمعاء.

  • شقوق شرجية.

في حال المعاناة من هذه الأعراض يجب فوراً إستشارة الطبيب المختص والذي سيطلب إجراء بعض التحاليل المخبرية والصور.

علاج مرض كرون يعتمد على ثلاثة أقسام

للأسف حتى يومنا هذا لا يوجد علاج واحد ونهائي لمرض كرون إذ ان العلاجات المتوافرة تساعد في التخفيف من أعراض هذا المرض ولكنها لا تقضي عليه بشكل نهائي. ينقسم علاج مرض كرون إلى ثلاثة أقسام

القسم الأول: العلاج الدوائي

يعتمد هذا النوع من العلاج على عدة أنواع من الأدوية يصفها الطبيب للشخص الذي يعاني من مرض كرون. مضادات للإلتهاب ودواء يحتوي على الكورتيزون ودواء مثبط للجهاز المناعي ودواء مضاد للحيوية وآخر مضاد للإسهال هي بعض أنواع الأدوية التي يتم إعطاؤها لمريض كرون والذي يمكن للطبيب وحده أن يحدد نوعيتها وجرعتها.

القسم الثاني: العلاج الغذائي

العلاج الغذائي يلعب دور مهم جداً في حماية مريض كرون من المشاكل المزعجة التي يواجهها. وفي ما يلي أبرز النصائح الغذائية لمريض كرون:

  • تقسيم الوجبات إلى عدة وجبات صغيرة في اليوم، بدل من تناول 3 وجبات كبيرة يجب تناول 6 وجبات صغيرة وذلك من أجل تخفيف الضغط على الجهاز الهضمي.

  • الإبتعاد نهائياً عن الأطعمة العالية بالألياف الغذائية لأنها تسبب التعب الشديد للأمعاد، لذا ينصح مريض كرون بضرورة الإبتعاد عن الحبوب الكاملة ومنتجات القمح السمراء وتجنب تناول الفوشار والفواكه مع قشرتها والبروكولي والملفوف والقرنبيط والخرشوف.

  • الإكثار من شرب الماء لتجنب الجفاف.

  • الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة ومنها زيت الزيتون والسمك.

  • التخفيف من تناول الأطعمة العالية بالدهون والأطعمة المقلية لأنها تسبب الضرر لمريض كرون والإنزعاج.

  • الإبتعاد عن الأطعمة التي تسبب النفخة ومنها الحليب البقري والذي يمكن استبداله بحليب اللوز أو حليب الصويا.

  • الإبتعاد عن المشروبات العالية بالكافيين كالقهوة والشاي لأنها تسبب آلام حادة في الأمعاء لمريض كرون.

  • تناول مكملات الفيتامين د حيث تبيَن أن الأشخاص الذين يعانون من مرض كرون لديهم نقص حاد في الفيتامين د وبالتالي تناول جرعات من هذا الفيتامين يمكن أن يساعد في التخفيف من أعراض هذا المرض المزعجة.

القسم الثالث: العلاج الجراحي

يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي لإستئصال الجزء المتضرر من الأمعاء في حال كان المريض لا يستجيب للعلاج الدوائي والعلاج الغذائي. كما أن العلاج الجراحي يعتبر أمر ضروري عند معاناة مريض كرون من إلتصاق الأمعاء وانسدادها وظهور النثور الشرجية لأن هذه المضاعفات السلبية لمرض كرون يمكن أن تؤدي إلى مشاكل تشكل خطر على صحة.