عقب اختيار حليمة يعقوب كأول سيدة تتولى رئاسة سنغافورة في سبتمبر عام 2017، لمدة 6 سنوات، ترددت من جديد مقولة "إن العالم سيُصبح أكثر سلميّة إذا حكمت النساء". إلاّ أن عام 2017 نفسه، شهد نموذجاً يعكس صورة مُغايرة لهذه المقولة، فقد اتُّهمت "أون سان سوتشي" رئيسة ميانمار، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1991، بأنها تخاذلت في إدانة جيش دولتها لحملة التطهير العرقي التي شنّها ضد أقلّية الروهينجا المسلمة.

فهل ستختفي الحروب والقتل والدمار على يد الجنس اللطيف، في حال وصلن بصورة أوسع إلى كرسي الرئاسة واتخاذ القرارات؟ ترى مسك الماضي مذيعة تلفزيونية? أن المرأة رمز السلام والقيادة، ولطالما تولّت مسؤولية إنشاء وتربية رجال هذا المجتمع ليتولوا مناصب الرئاسة? فهي لا تقل عنهم ذكاءً وقوة وحكمة? مضيفةً أن انخراط العديد من النساء في العمل السياسي بشكل قوي هو اثبات بأنهن أهل للقيادة.

من جهته? يؤمن الدكتور والمستشار الإعلامي أشرف الديب بأن العالم سيكون أكثر سلاماً مع تولّي المزيد من النساء كرسي الرئاسة، معتبراً أن هناك أمثلة كثيرة يُحتذى بها عندما تولت النساء مواقع القيادة، منها على سبيل المثال مارجريت تاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية في الثمانينات، ورئيسة الوزراء البريطانية الحالية تيريزا ماي? وحسينة واجد رئيسة وزراء بنجلاديش، وكوليندا غرابار كيتاروفيتش رئيسة وزراء كرواتيا، وجاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا، وبينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان سابقاً، وأنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند.

وأضاف "الديب" أن نجاح المرأة في المواقع القيادية التي تتولاها، يُثبت أنها بالفعل قادرة على إدارة وطن وليست مؤسسة أو شركة فقط.

الكاتبة والروائية السعودية زينب علي البحراني، تؤكد بدورها بأن سيغدو العالم أكثر سلاماً، ورغداً وجمالاً إذا حكمته النساء، لأن الطبيعة الأنثوية ذات الغريزة الأموميّة المتجذّرة في وجدانها تجعلها تفضّل الولادة على الموت، والسلْم على الحرب، والرفاهية على البؤس. ومنذ بدء تاريخ الحضارة، اختارت المرأة أن تحمي صغارها وأسرتها بهذه الطريقة، ولم تكن تلجأ إلى الخيارات العنيفة إلا إذا أجبرتها الظروف عليها، وفي الأغلب تكون تلك الخيارات العنيفة موجّهة ضد خطر يُحْدق بأسرتها الصغيرة أو بشعبها الكبير، على عكس الذكور الذين قد يختارون الحرب والعنف في سبيل إشباع مطامع مادية أو ميول عدوانية صرْفة.

وأنتم هل تعتقدون أن النساء أكثر سلميّة وتحضّراً في موقع الرئاسة من الرجال؟