حين يكون أبناؤنا وبناتنا أطفالاً، تكون سلطتنا عليهم أقوى ونكون أقدر على تقويمهم ويبدو لنا أن ثمة كثيراً من الطرق المجدية لتربيتهم، لكنهم ما إن ينتقلوا إلى مرحلة المراهقة حتى يحدث منعطف في علاقتهم بنا كآباء وأمهات ونجد أنفسنا أمام امتحان صعب علينا أن نغير فيه من طريقة تواصلنا وتربيتنا لهم. وربما يكون تقويم سلوك المراهق من أصعب تجارب الأمومة والأبوة، وذلك لأننا سنجد طفلنا البريء وقد صار عنيداً، ويريد التعبير عن استقلاليته والطريقة التي يستخدمها لهذا التعبير هي مخالفة الأب والأم. يقدم خبراء التربية اليوم تصوراً جديداً لوسائل تقويم سلوك المراهقين والمراهقات، وهنا وقفة عندها:  العمل التطوعي إلحاق الابن أو الابنة ببرامج العمل التطوعي تجعله أقل غروراً وأكثر وعياً وأعمق إنسانية، وقد يكون العمل التطوعي في خدمة المرضى أو الأيتام أو مساعدة الجمعيات التي تحتاج إلى أيد تطوعية لمعاونة الفقراء وغيرها. المقاطعة الأسرية إذا كان الابن لا يصغ إلى أحد منكما، فعليكما معاقبته بمراحل مختلفة من المقاطعة في البداية تتوقف الأم عن التحدث إليه أو النظر مباشرة إليه بعد أن تخبره بسبب المقاطعة، وفي هذه المرحلة يظل الأب على تواصل معه. وقد تزيد المقاطعة بأن ينضم الأب إليها لعدة أيام وبأن يرفض التعامل معه حتى يعتذر ويعترف بخطئه، لكن لا بد من الاحتفاظ بخط مفتوح، عن طريق الجد أو الجدة أو العم أو الخال أو قريب يرتاح إليه المراهق. خسارة الأشياء مع كل خطأ يكرره دون حرج أو اهتمام يجري سحب شيء من أشيائه المفضلة، والمدة تتحدد بحجم الخطأ لأيام وربما لأسابيع أو أشهر، إن كان المراهق من المتمردين المصرين على ذلك. استشاري نفسي أو أسري العائلات العربية عموماً تشعر بالحرج من استشارة أخصائي نفسي أو أسري، لكن الذهاب إلى شخص غريب مع الابن أو الابنة ومحاولة فهم ما لا نقدر على فهمه قد يكون خطوة في الطريق الصحيح، قبل أن نخسر ابننا لممارسات كان من الممكن وضع حد لها بمساعدة مختص. سحب الحريات الحرية هي الأوكسجين لنا كلنا، وهي عند المراهق تعدل كل شيء في العالم، لكنه لا يفهمها، ولا يقدرها، سحب حرية الخروج والاتصال والتنقل والتعبير هي وسائل ضغط يجب أن تتخذ بحساب، وأن تكون درجات فلا نذهب فيها إلى أقصاها إلا إن شعرنا بأن خطراً ما قد يقع.