يلتصق مفهوم الثرثرة بالنساء? فحتى لو نطقت المرأة ببنت شفة، أو حتى لم تنطق بحرف واحد? هي لا مُحال ثرثارة بالفطرة? وهذا ما يُشاع في المجتمع كانطباع أعمَى عن المرأة. عن هذا الموضوع تتحدث داليا شيحة "مستشارة زوجية وأسرية في مركز الأصالة للتدريب والاستشارة في دبي" معتبرةً أنّ صفة الثرثرة مرتبطة بالمرأة منذ زمن طويل? والرجل هو وراء هذا الاتهام لأنه كان يعود تعباً من عمله فتستقبله زوجته بالكلام وتستفيض، ظناً منها أنها بذلك تتواصل معه وتُعمّق علاقتهما، من دون الانتباه إلى أنه ربما لا يملك الصبر والقوة لاستيعاب ما تتحدث عنه، وأنه يرغب في قليل من الهدوء والسكينة. وتمنّت "شيحة" على كل سيدة الالتزام بشروط آداب الحديث كي لا تُتّهم بالثرثرة فتسأل نفسها: "هل كلامها مُفيد وله هدف إيجابي؟ وهل هو حقيقي بالفعل وضروري؟ وإذا رأت أن الشروط هذه لا تنطبق على حديثها، فالأجْدَى بها أن تلتزم مبدأ: إذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب". من جهته? يرى د.أشرف أمين "مستشار قانوني ومُحَكّم في محاكم دبي? أنّ نعت المرأة بالثرثرة مفهوم قديم? وقد تغيّر اليوم بعد أن حصلت المرأة على قسط من التعليم وطرقت مجالات العمل المختلفة، وأصبحت تتمتع بثقافة عالية، تمكّنها من اختيار الموضوع الذي تريد التكلم عنه بدقة. وأشار "أمين" أنّ هناك من الرجال من يتكلم بلا انقطاع ويُعاب عليه الأمر، إلا أنه لا يُلقّب بالثرثار، وكأن الصفة حِكر على المرأة دون سواها. وفي سياق متصل? ترجّح د. بيهان قيمري "رئيسة قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا" أنّ سبب الثرثرة عند المرأة، هو حاجتها إلى التفريغ والتخلص من ضغوط الحياة التي تعيشها يومياً، والتي وجدت منفذاً لها من خلال الكلام? فهي تُفضفض عن مكنونات قلبها بأريحيّة وتسترسل في حديثها حَدّ الوصول إلى درجة الثرثرة.