تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص غير الملتزمين بمواعيدهم، دائماً ما يختلقون الأعذار لتبرير عدم وصولهم في الوقت المحدد، لاسيما عندما يبدو العذر الحقيقي أحياناً تافهاً أو غريباً جداً لدرجة عدم تصديقه. في هذا السياق، ترفض رولا خبّاز مدير تطوير أعمال تقديم أعذار واهية عند تأخرها عن العمل وتفضّل قول السبب الحقيقي وراء ذلك، لأن مديرها من النوع المتفهم جداً ويقدّر الأفراد الذين يعتمدون الوضوح والصراحة، بدل الكذب والمراوغة. أما أحلام أبي عاد موظفة إدارية، فتفضل قول الحقيقة عند التأخر عن دوام العمل أو أي موعد آخر، لكنها أحياناً تختلق الأعذار لعدم رغبتها في الكشف عن حالة خاصة جداً أدت إلى تأخرها عن الدوام. أمّا حنان محفوظ مشرفة حضانة، فتعتبر أنّ "حبل الكذب قصير"، ولهذا تعتمد دائماً الصراحة والوضوح في تبرير تأخرها، حتى لو كان السبب محرجاً بالنسبة إليها. من جهته يؤكد راجي معراوي موظف إداري، أنه لا يحاول الهروب من تقديم تبرير بإغلاق هاتفه، وهو نادراً ما يقوم بالتأخر عن الدوام أو عن أي موعد آخر كونه شخصاً ملتزماً ويحترم المواعيد ويحرص دوماً على الوصول قبل أي موعد. والأمر نفسه ينطبق على عصام الصوص مدير مطعم، الذي يعتبر أنه لا حرج في كشف السبب الحقيقي وراء تأخره، لكنه لا ينفي أنه يُلقي اللوم أحياناً على زحمة السير أو السيارة التي أصيبت بعطل مفاجئ.