حدث فني جميل ومتميز جداً أن تلتقي قصيدة للدكتورة سعاد الصباح شاعرة الكويت، التي وضعت للشعر في الكويت شخصية فيها الكثير من روح الشباب والكثير من الحيوية، على موسيقى وألحان الملحن اللبناني الشاب صلاح الكردي، الذي رسم لعدد من المطربين اللبنانيين الشباب شخصية غنائية ذات توجه عاطفي جميل، وبتوزيع للمايسترو محمد مصطفى، الذي أجده الموزع الأكثر تعلقاً بالنغمة الشرقية الجميلة، والذي يبقى مُصرّاً في كل أعماله على التمسك بالشرقي الشرقي، بلا تردد ولا وجَل. كل هذا، اجتمع على صوت نوال الكويتية، الصوت الذي جمع الشجن من كل جهاته حتى صارت كل أغنية تأتينا من صوتها مجبولة بالعاطفة والحب. من زمان وصلتنا قصائد سعاد الصباح الجميلة بإبهار، منذ قصيدة «لا تنتقد خجلي الشديد، فأنا بسيطة جداً»، التي لحنها الراحل الكبير كمال الطويل، وغنتها الكبيرة نجاة، ومنذ قصيدة «كن صديقي... كم جميل أن نكون أصدقاء...»، التي لحنها الفنان اللبناني عبده منذر، وغنتها السيدة ماجدة الرومي. من زمان، تُبهرنا سعاد الصباح، بقصائد، وفكر وموضوع، وإيقاع شعري يفرض اللحن وشكله. هذه المرة صلاح الكردي الذي نجح كثيراً، بصوت وائل جسار وإليسا وفضل شاكر، أي بمعنى آخر ملحن الإحساس، يصل إلى صوت نوال الكويتية، والنتيجة شيء جميل وخلطة نفتقدها كثيراً هذه الأيام. قصيدة «عام سعيد»، أراها باب طرب جديد، بصوت نوال الجميل والدافئ كما بحر أزرق في صيف حار. كاد العمل أن يكون كاملاً مُكمّلاً، فاللحن الجميل والمليء بالنغمات ذات الإيقاعات، والمسترسلة بتنوع المقامات والتوزيع الذي ترك لكل الوتريات أن تبرز وتتباهى بحضورها، منسجمة مع باقي الآلات الموسيقية الجميلة، ناهيك عن الجملة الشعرية اللطيفة الناعمة حلوة التصوير، لولا غلطة بسيطة وجب التنبّه لها فقد قالت نوال غناء: "أنا لا أريد بأن تكون عواطفي منقولةٌ (مرفوعة بالضمّتين)، في حين كان عليها أن تقول «منقولةً» (منصوبة بالفتحتين)". ولن أفتح للقارئ هنا، درساً في اللغة العربية وقواعدها وإعرابها، لكن من الضروري أن ينتبّه المطرب عندما يغني قصيدة بالفصحى، إلى التحريك ولأصول اللفظ. وألا يعتمد على مسألة «ما حد رح ينتبه أو ياخد باله» الفنان الكبير، منظور بانتباه شديد وعليه أن يحترم أذن المستمع حتى ولو كان شخصاً واحداً.