مع بدء تطبيق الضريبة المضافة في الإمارات منذ بداية يناير الماضي، والتي تُعادل 5% من قيمة السلعة، ثارت تساؤلات كثيرة حول مدى تأثير الضريبة في سلوكيّات المستهلكين، وإلى أي مدى سيلتزم المستهلك بشراء الضروريات وليس الكماليات. تؤكد الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي أن الضريبة المضافة ستؤثر بلا شك في سلوكيات الناس الشرائية، فقبل الضريبة يوجد الكثير من الأشياء التي قد يعتبرها الشخص ضرورية، أما في مرحلة ما بعد الضريبة ربما قد تتحول هذه الأشياء إلى كماليات يمكن للفرد الاستغناء عنها. على سبيل المثال، عندما يذهب المستهلك إلى الجمعية لشراء سلع بقيمة ألف درهم، سيدفع عنها 5% قيمة مُضافة، أمّا اليوم سوف يفكر في كيفية تقليص الفاتورة إلى 800 أو 700 درهم، وذلك بالاستغناء عن الأشياء التي كان يعتبرها ضرورية في مرحلة ما قبل تطبيق الضريبة، وتحولت اليوم إلى أشياء كمالية. من جهته يعتبر الصحافي الاقتصادي أشرف أبوالعلا أن الضريبة انعكست إيجاباً على سلوك المستهلكين، حيث أصبحنا نلاحظ بأن حالة من الرّشد الاستهلاكي قد سَرَت في أوساط مدمني الشراء، حيث كان الإقبال على شراء سلع هي في الأغلب غير ضرورية، مسيطراً عليهم، ونظرة واحدة إلى العربات المخصصة للشراء في المولات التجارية تكفي لتوضيح الفكرة، وكذلك إعادة النظر إلى أكياس القمامة وما تبقّى من أطعمة الأفراح والحفلات وحتى مناسبات العزاء، تجعلنا نتيقّن بأن الضريبة إحدى مُهدّئات السرعة لشراهة المستلهكين. أمّا المستشار المصرفي عطا عيد، فيأمل بأن تكشف ضريبة القيمة المضافة عن وجه إيجابي ، يتمثل في إمكانية الحد من الممارسات الاستهلاكية السلبية التي يشهدها السوق المحلي، عن طريق الترشيد في الشراء وعدم الإسراف في شراء السلع الغير ضرورية، لاسيّما التي تشهد هدراً واضحاً وملموساً من جانب المستهلكين.