تقع المرارة أسفل الكبد، في المنطقة العليا من البطن، ووظيفتها تخزين المادة الصفراء، ذات اللون الأخضر والطعم المرّ، التي تفرزها خلايا الكبد وتركيزها قبل إفرازها إلى الأمعاء عندما يدخل القناة الهضمية طعام دهني، لتساعد على تفتيت الدهون وهضمها وامتصاصها. ولا تعود المرارة قادرة على الانقباض لتفريغ محتوياتها إذا التهبت، فتتعطل بذلك عملية الهضم وتحدث الالتهابات المتكررة وتتكون الحصوات. يتخذ الأطباء قرار استئصال المرارة، حين تستقر الحصى في القناة الصفراوية، فتسدُها وتمنع نزول المادة الصفراء من الكبد والمرارة فيتسبب بالتهاب حاد. والحصاة أبرز مشكلة تتسبب في التهاب المرارة، وتظهر أعراضها على شكل نوبات ألم في البطن، لاسيما في الجهة اليمنى من البطن، وعسر هضم، بعد تناول الطعام بنحو ساعة، ودوار وغثيان وإمساك والتهابات حادة وارتفاع في الحرارة. نادراً ما يشكو المصابون بحصوات المرارة من أي أعراض مرضية، إلا حين تلتهب تلك الحصوات بسبب ارتفاع المواد الكيميائية في المادة الصفراء، أو عند حدوث عدوى بكتيرية في جدار المرارة، أو حين تتحرك بعض الحصوات وتغادر المرارة إلى القناة المرارية أو القناة الصفراوية أو إلى البنكرياس. ويؤدي وجود الحصى في المرارة في بعض الأحيان الى إنسداد مجرى الكبد وينتج عن هذا أعراض عديدة منها: اصفرار في البشرة، بياض العينين، تغيير في لون البول، حمّى وقشعريرة متكررة. وتعدّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بسبب هرمون "الإستروجين" الأنثوي، الذي يتضاعف تأثيره حين تلجأ المرأة إلى تناوله عبر حبوب منع الحمل، كما أن الحمل المتكرر يلعب أحياناً دوراً في ارتفاع نسبة الإصابة. تحتلف طرق علاج المرارة بالعمليات الجراحية، فقبل عشرة أعوام طرح البروفيسور "جاك ماريسكو" تقنية إزالة المرارة عبر الفم، فعبَر منه إلى المعدة وأجرى فيها ثقباً حتى بلغ المرارة وسحبها، ثم حاول أن يصل إليها عبر المصران وبعدها دخل إليها عبر المهبل. لكن اليوم ومع دخول المنظار إلى الجراحة العامة، بات استئصال المرارة أسهل بكثير، ويتم عبر ثلاثة ثقوب في البطن، بعدما كانت تُستأصل عبر إحداث جرح طوله سنتيمترات كثيرة. والجدير بالذكر أن المرارة لا تُستأصل إلا حين تلتهب، ويمكن بالتالي الإبقاء عليها في حال لم تتسبب بمشاكل. ولكن في حال استئصالها يُفترض على المريض الامتناع عن تناول المقالي لمدة أسبوعين كاملين، وعدم تناول أطعمة ومكونات تُربك الجسم، لأن بعد العملية يبدأ مجرى القناة الكبدية بالتوسع التلقائي من أجل أخذ مكان المرارة ودورها، ويتّسع المجرى بين ستة وثمانية ملليمترات، لذا يُفترض في هذه المرحلة اختيار الغذاء السليم كي لا يضطر الكبد إلى الافراط في العمل، وليتأقلم الجسم مع المعادلة الوظيفية الجديدة.