لم تكن المرأة في السابق تلجأ إلى الولادة القيصرية ولم يكن الطبيب يشجعها عليها إلا في حالات استحالة الولادة الطبيعية، لكن العقد الأخير شهد إقبال النساء وتشجيع الأطباء على اللجوء للقيصرية، لعدة أسباب من بينها الولادة السريعة وتجنب الألم والحفاظ على جمال الجسم وحماية المناطق الحساسة من الترهل. لن ننسى أن نذكر أن الوقت الذي يأخذه المستشفى في ولادة طبيعية واحدة يمكن خلاله إجراء 15 عملية ما يدعو بعض المستشفيات إلى دفع النساء وإقناعهن بالقيصرية وتخويفهن من الطبيعية بهدف اختصار الوقت وزيادة الربح. من هنا، دعت منظمة الصحة العالمية أول أمس إلى منح النساء وقتا أطول للمخاض والحد من التدخل الجراحي فضلا عن إشراكهن أكثر في عملية اتخاذ القرار. ورفضت المنظمة المقياس التقليدي الذي تعتمده المستشفيات في أنحاء العالم وهو اتساع عنق الرحم بمعدل واحد سنتيمتر في الساعة ووصفته بأنه "غير واقعي" ويؤدي في الغالب إلى اللجوء للجراحات القيصرية بشكل مفرط. وقالت المنظمة إن الحد الأقصى الأفضل هو اتساع عنق الرحم بمقدار خمسة سنتيمترات خلال الـ12 ساعة الأولى للحامل في أول مولود و10 ساعات للولادات التالية منبهة إلى ضرورة مراقبة العلامات الحيوية المهمة للأم وخفقان قلب المولود جيدا طوال هذه الفترة. وشددت على أنه إذا كانت عملية الطلق تجري بشكل طبيعي وكانت المرأة والطفل في حالة طيبة، فليس هناك حاجة لخطوات إضافية. وأفادت نتائج دراسة أميركية شاملة أن الأميركيات اللائي أنجبن أطفالا بالولادة القيصرية كن أكثر عرضة لمضاعفات طبية منها الاضطرار إلى استئصال الرحم أو تمزقه ونقل الدم. وصعوبة الإنجاب لاحقاً. وخلال تقرير نشرته بي بي سي عن الموضوع، قال الدكتور المصري، عمرو حسن، مؤسس حملة "أنتِ الأهم"، إن انتشار الجراحة القيصرية في مصر مقلق وأسبابه عديدة وغير طبية في كثير من الأحيان. ونشر الموقع البريطاني، خلاصة مسح ديموغرافي صحي أعلنته وزارة الصحة المصرية عام 2014، بينت ارتفاع نسب الولادة القيصرية لتتعدى 52 في المئة، مقارنة بحوالي سبعة في المئة عام 1995. في حين تعتبر منظمة الصحة العالمية زيادة النسبة عن 15 في المئة مؤشرا لتدخل طبي "غير ضروري".