امتلاك أطفال لم يتجاوزوا سن الـ10 سنوات، هاتف نقال بالنسبة إلى بعض الأهل ترَفاً، بينما يراهُ البعض الآخر شرّاً لا بدّ منه. في المقابل، نجد مَن يُعارض ويقف فيما بينهم، معترضاً على الفكرة وينكرها بشدّة لأن "الجوال" يقضي على براءة الطفولة باسم الحضارة والتطور. فما هو الصحيح في هذه المسألة؟ تجد الدكتورة مريم الشناصي، الرئيس التنفيذي لـ"دار الياسمين للنشر" أن التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة جيدة، وقد باتت ضرورية في كل بيت، ولكنها في المقابل تُلقي الضوء على احتمالية تحوّلها إلى مشكلة فيما لو استخدمت بالشكل الخاطئ ولم يتم تنظيم وقت استخدام الطفل ابن الأعوام العشرة أو في سن المراهقة لها. وترى الشناصي أنّ الطفل يحتاج إلى أن يملأ وقته بالمعرفة وتعلّم المهارات، ومطالعة الكتب وزيارة المتاحف والمكتبات، وممارسة الرياضة وغيرها من الأمور التي تساعده على تهذيب وتشكيل شخصيته، ولن يتم له ذلك لو انصرف كلياً إلى هاتفه الـ«جوال» الذكي. من جهتها، تقترح المستشارة التربوية شهرزاد الأنصاري أن يتمّ إعارة الهاتف إلى الطفل عند اللزوم في حال اضطر الأهل إلى الغياب عنه بسبب نشاط أو غير ذلك، شرط ألّا يتضمّن الجوّال التسهيلات التي يمكنه من خلالها الولوج إلى مواقع غير مناسبة لعمره. وأشارت "الأنصاري" إلى أنه يتوجب على الوالدين تنبيه الطفل إلى أنه قد يتعرف من خلال هاتفه إلى أشخاص قد يشكلون خطراً عليه أو يسبّبون له الأذيّة. أمّا الدكتور حسين مبارك "استشاري الطب النفسي في مدينة دبي الطبية" فيعتبر أنّ "الجواّل" العادي قد يكون ضرورة لا بد منها للطفل، ووسيلة يطمئن الأهل من خلالها على ولدهم في حال تأخّر في المدرسة، أو كان لديه ارتباط أو نشاط بعيداً عن البيت. ولكن المشكلة تقع حين يكون هذا الجوّال ذكيّاً، ويستخدمه الطفل لفتح قنوات عشوائية هي في الأساس لا تصلح لعمره، وقد تؤثر فيه سلباً. وأضاف مبارك، أن أذية الـ«موبايلات» الذكية على الجانب النفسي للطفل وحسب، بل لها أذية جسدية إذا أطال الطفل استخدامها، فالإشعاعات المنبعثة منها تؤثر في كهربائيات استخدامها، فالإشعاعات المنبعثة منها تؤثر في كهربائيات دماغه فيضطرب تركيزه، كما تُسيء إلى نظره، ناهيك عن أن الطفل سيبتعد عن العلاقات الاجتماعية، ولن يبقى مهتماً باللعب مع رفاقه، أو القيام بالأنشطة الرياضية، أو القراءة وشتّى الأمور التي يجب أن يقوم بها في عمره، لأنه يعيش في عالم آخر ساعد على خلقه هذا الجهاز الذكي. من جانبها توافق المستشارة الزوجية والأسرية أن "الموبايل" أصبح أحد ضروريات الحياة، لكنها تؤكد في الوقت عينه أنه لو بقي الهاتف مع الطفل طوال الوقت خارج البيت وداخله، وإلى جانب سريره خلال النوم، فلهذا أضرار كثيرة وأولها الأضرار الجسدية، حيث أشارت الدراسات إلى أن الأطفال يتضررون أكثر من الكبار من المواد الإشعاعية التي تصدر من الهاتف وتؤثر على الدماغ، وتسبّب أوراماً خبيثة وسرطانات. كما أن هناك أضراراً سلوكية وأخلاقية بسبب ما يُتيحه هذا الموبايل من مواقع غير مناسبة لعمر الطفل.