شهدنا في الآونة الأخيرة تراجعاً في نسبة القراء والقراءة بشكل عام، فهل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي كان سبباً في ذلك؟ وهل تلبي مطالب القراءة الحقيقية التي يحتاج إليها القارئ سواء في المحتوى أم المضمون؟ ترى الكاتبة الإماراتية مروة العقروبي "رئيسة مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين" أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن سبباً في تراجع القراءة، بل إنها فتحت نافذة جديدة وبارزة لطرح مواضيع تهم القارئ بشكل مختصر ومفيد، ليسارع في البحث عن معلومات أكثر عمقاً وتوسعاً في الموضوع نفسه من خلال العودة لمراجع وكتب موثوق بها، فضلاً عن دورها البارز والمهم في تسهيل عملية البحث عن عناوين كتب جديدة عربية وعالمية، والترويج للكتاب ومؤلفه. من جهة أخرى، يؤكد الكاتب الكندي أردني الأصل زيد الأدهم "منتج ومخرج وكاتب القصص المصورة" أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت بأكثر من طريقة في تراجع رغبة القراءة عند الأجيال الجديدة، إذ أن طبيعة هذه المواقع تحتم سرعة نشر وانتقال المعلومات، مما يؤدي إلى تشتت في انتباه المستخدم، وبما أن الكتب الورقية تفرض التركيز، فالنتيجة النهائية هي أن جيلاً جديداً نشأ مع جميع المعطيات الخاطئة لاحترام القراءة الصحيحة. من جهته يرى الكاتب المصري وليد طاهر "رسام كتب ومؤلف قصص أطفال" أن شكل ونمط القراءة بات مختلفاً عما كان، إذ إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت البديل الآخر، وأسهمت في تسريع عملية الإيقاع وتداول المعلومات بسطور بسيطة، حيث إنها تحقق غاية القراءة ولكن بشكل مختصر ومخلص، معتبراً أن القراءة الإلكترونية باتت وسيلة يفضلها الكثيرون.