لنفترض مثلا أن هناك من يفكر بالإقلاع عن التدخين، فإن أول ما يحاول فعله هو التوقف عن التفكير في تلك العادة، إلا أن الإنسان إن حاول التوقف عن "التفكير في فيل" فيستحيل ألا يفكر فيه. هذه هي قاعدة عمل الأدمغة البشرية لا يمكنها بساطة الامتناع إن انت قررت ذلك. يُعرّف علماء النفس هذا الإحساس باسم "القمع الفكري"، وهو عملية تزايد انتشار الأفكار في العقل كلما حاول منع نفسه من التفكير فيها، ما يجعل تجاهل فكرة صعباً للغاية، ووفق الباحثين، تسري هذه القاعدة على العادات السيئة كذلك، مثل التدخين والكحول والإدمان على الإنترنت. كشفت دراسات أن قمع التفكير في العادات قد يكون ضاراً بالصحة، إذ أشارت دراسة أميركية إلى أن الرجال والنساء يأكلون المزيد من الشوكولاتة بعد خمس دقائق من قرار عدم التفكير فيها. وجاءت هذه النتائج من دراسة شملت 134 رجلاً وامرأة وكشفت النتائج أن قمع الفكر يولد المزيد من الرغبة في العادة التي نريد تركها. لكن الطريقة الأمثل للتلخلص من عادة السيئة تأتي عن طريقة "التركيز المنفصل" الذي وضعه أدريان ويلز من جامعة مانشستر. وتتلخص طريقة عمل هذه التقنية في أن يكون الإنسان متفرجاً على أفكاره دون أن يحاول قمعها ودون أيضاً أن يتجاوب معها، وفي نهاية الأمر تختفي وتصبح جزءاً من اللاوعي.