قام الأردني محمد الملاحيم (65 عاماً) بالتأسيس لمشروع فريد من نوعه، فقد اختار المتقاعد العسكري أن يضع سيارته الفولكسفاغن القديمة بين جبال مدينة الشوبك جنوب الأردن، وجعل منها فندقاً يوصف اليوم بأنه أصغر فندق في العالم. ومدينة الشوبك المعروفة بطبيعته البرية التي ما زالت دون تدخل بشري فيها، عذراء وتغري السياح، خاصة الأوروبيين بالتخييم في طبيعة خلابة بين أحراج الصنوبر والطقس المعتدل في الصيف بهواء نقي، بعيداً عن صخب المدينة. رغم أن عمر السيارة الفندق ستة أعوام، لكن لم يجر الانتباه لها إلا مؤخراً، إذ ينقص صاحب الفكرة الجريئة أن يروج لها بما يكفي وأن يعلن عنها. يعتمد زوار هذا الفندق على فكرة العيش في تجربة غريبة، النوم في سيارة مهجورة وسط البراري والتي يوفر صاحبها خدمات من قبيل تغيير الملاءات وتوفير الفطور والوجبات الأخرى إذا رغب النزيل، وهي وجبات تعدها زوجة الملاحيم. وقد زود الملاحيم السيارة بالوسائد المريحة التي طرزتها ابنته بالتطرير الفلكلوري الأردني، ووضع ملاءات ملونة وألصق الزجاج بأوراق مبهجة لكي يشعر الضيف بالخصوصية. وبالإضافة إلى السرير الدافئ والمريح في المركبة يستمتع نزلاء السيارة الفندق بوجبة إفطار أردني تقليدي من إعداد زوجة الملاحيم وبناته، وفي منزله القريب من المكان إن أحب النزلاء، حيث يتكون الفطور من الزبدة البلدية والجبن والفول والخضروات الطازجة والزيتون والزيت والزعتر والشاي. تبلغ تكلفة الإقامة لليلة واحدة في السيارة الفندق مع الإفطار والغداء 40 دينارا (56 دولاراً). يحلم صاحب الفندق الصغير بأن يملك عدة سيارات قديمة من الفولكسفاغن وأن يصبح فندقه مكوناً من عدة غرف.