منذ أن اكتشفت جثة الطفلة زينب التي اغتصبت وألقيت في القمامة في الباكستان، أصبحت القضية تتجاوز الجغرافيا الباكستانية وتشغل الرأي العام العالمي، الذي بات يتابع أخبار البحث عن القاتل الذي ما زال طليقاً إلى اليوم. وكانت الشرطة قد عثرت على جثة زينب في صندق قمامة الثلاثاء الماضي، بمدينة قصور بولاية البنجاب، بعد اختطافها. وكشف التقرير الأولي بعد الوفاة أنها تعرضت للاغتصاب عدة مرات وخنق حتى الموت. الإخفاق في القبض على القاتل تسبب في مظاهرات واحتجاجات راح ضحيتها قتيلين إلى جانب تخريب وهجوم على بعض مراكز الشرطة في الإقليم، احتجاجاً على التأخر في الإمساك به. وقد حاولت محطات مختلفة الحديث إلى أم الضحية ولكنها لم تستطع أن تتحدث كثيرا من هول الصدمة. كل ما نطقت به قبل دفن ابنتها هو: "رحلت زينب.. لا أريد سوى القصاص". وقد كشفت التحقيقات وفحوصات الدي إن إيه للجاني أنه متهم بقتل ست فتيات آخرين كلهن من نفس العمر بين 5 و8 سنوات. وحسب وثيقة من الشرطة الباكستانية فقدت الفتيات الست، وبينهن زينب، بالقرب من منازلهن، وألقيت جثثهن لاحقاً في مقالب قمامة أو منازل مهجورة قريبة. ومن الواضح أن وجه المتهم مألوف للفتيات فالجرائم وقعت في نفس المدينة بل في دائرة نصف قطرها 3 كيلومترات في مدينة قصور الباكستانية. وكانت الضحية الأولى في مجموعة الفتيات، هي عائشة، البالغة من العمر 5 سنوات، واختفت من خارج منزلها قبل عام تقريباً. والد الضحية الأولى صرح للصحافة أنه منذ فقدان صغيرته يشعر أن بيته قبر من غيرها، وأن ابنته الثانية تخشى مغادرة البيت، مضيفا "هذا ليس بيتاً، إنه مقبرة. منذ عرفت بخبر مقتل زينب، وكأني فقدت ابنتي ثانية، وتكرر هذا مع كل جريمة ضد طفلة صغيرة بالمنطقة". وقد كشف فيديو لكاميرا مراقبة قامة المغتصب وهو يمسك بيد الطفلة الضحية، قبل أن يقودها إلى حتفها في إحدى أبشع الجرائم التي عرفتها باكستان مؤخراً. وبدا المغتصب في الفيديو يمسك بيد زينب ويسيران معاً، ولم يظهر أي عنف في تلك اللقطة ما قد يشي بأن الجاني قد يكون ممن تعرفهم الطفلة.