حين نمر بوقت عصيب من لنا غير أحبتنا وعائلتنا يقفون بجانبا ويمدوننا بالطاقة لعبور المحنة إلى ضفة النجاة. فبعد أن أصيبت المراهقة مادي بابكوك (17 عاماً) بمرض الثعلبة وفقدت كل شعرها، كان الأمر في البداية أشبه بكارثة بالنسبة إليها، رفضت ارتداء باروكة واستمرت والدتها في تشجيعها رغم ما تلقاه في المدرسة من سخرية ونبذ. اقتربت نهاية السنة الدراسة وجاء موعد صورة التخرج التي ستوضع في كتاب الخريجين، في البداية رفضت الفتاة أن تتصور، لكن والدتها عرضت عليها فكرة أحبتها، أن ترسم على رأسها لوحة جميلة رفعت من معنوياتها وزادت ثقتها بنفسها. اختارت الفتاة تغطية رأسها بالأزهار والورود، ولما كانت والدتها فنانة رائعة تقول مادي "تشجعني أمي دائما أن أكون نفسي، وأنا أحب الأزهار ولا يوجد أحد أكثر من أمي سيكون حريصا على أن أبدو بمظهر جميل". تقول الأم إن ابنتها لم تفقد الثقة بنفسها في أي لحظة وتجاوزت أمر فقدان الشعر بسرعة، بل كانت تتحدث مع الفتيات عن حب النفس والذات مهما كانت، وعدم تقييم أنفسنا بعيون الآخرين التي لا ترى إلا المظاهر. قضت الأم ساعات في الرسم على رأس مادي صباح يوم التصوير، وظهرت الفتاة بأجمل حلة، بعد أن اختارت الأزهار بالذات، وعن ذلك تقول تقول "أكثر شيء يعبر عن شخصيتي، أشعر كما لو أنني أزهرت وأصبحت الشخص الذي أنا عليه الآن".