يختبر المرء العديد من المشاعر التي تنعكس على وجهه، فعندما يكون سعيداً أو يشعر بالخجل يكتسب وجهه لوناً وردياً وكذلك لوناً شاحباً عند الشعور بالخوف. وتشير ردود الفعل هذه إلى علاقة بين الذهن والجلد ما يعكس مفهوم علاج الأمراض الجلدية من خلال تقنيات الطب النفسي.

ويشار إلى مفهوم علاج الأمراض الجلدية من خلال تقنيات الطب النفسي على أنه واحد من تخصصات الطب النفسي الجسدي، فهو يمثل التفاعل بين الذهن والجلد. وللتعرَف أكثر عن علاقة الأمراض الجلدية بالصحة النفسية كان لنا حوار مع محمد مختار، مدير الشؤون الطبية والعلمية لدى "ليوفارما" في منطقة الخليج العربي.

كيف تؤثر الصحة النفسية على بشرتنا الخارجية؟

هناك ارتباط شديد بين الحالة النفسية و صحة الجلد فجميعنا قد نلاحظ حدوث تغييرات في البشرة عندما نكون في حالة من التوتر والقلق، قبل مقابلة عمل مهمة، قبل موعد هام كحفل زفاف أو انتقال لمنزل جديد أو في فترات الحزن الشديد كوفاة إنسان عزيز علينا، حيث من الممكن أن ينعكس هذا التوتر على البشرة من خلال حالة قد تصل إلى الطفح الجلدي الحاد. و قد يؤثر التوتر سلبًا على مشاكل الجلد التي نعاني منها أصلاً، مثل الصدفية، لأنه يجففها مما يؤدي بالطبقة الخارجية الواقية إلى التفكك. كما ان تنكمش خلايا الجلد في هذه الطبقة وتتبخر الدهون بين تلك الخلايا. بالإضافة إلي العادات التي قد تنشأ عند حدوث التوتر مثل الفرك، الخدش وعض الشفة حيث ان كل هذه العوامل تؤدي الي زيادة فرص تلف الجلد والإصابة بالأمراض الجلدية. كما ان الحبوب تظهر على البشرة بكثرة نتيجة التعرَض للتوتر والقلق.

تظهر الدراسات أن المصابين بأمراض جلدية في مناطق مرئية مثل الوجه واليدين أو حتى في المناطق التناسلية يكونون عرضةً لمستويات عالية من الضيق. وينعكس ذلك في علاقاتهم مع الآخرين وأداء مهامهم في العمل والتفاعل الاجتماعي.

كيف يمكن علاج المشاكل الجلدية الناتجة عن التوتر والقلق؟

ينصح أطباء الأمراض الجلدية بتجنب الانفعالات العصبية بقدر الإمكان و الابتعاد عن كل ما يثير القلق والتوتر لتفادي الإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية. كما أن ممارسة التمارين الرياضية و النشاط البدني يساعد علي تخلص الجسم من التوتر الزائد. يكفي فقط التمارين البسيطة لمدة 15 دقيقة كل يوم مثل المشي بشرط عمل جدول زمني و متابعته يومياً.

هل جلسات اليوغا والتأمل تساعد في الحصول على بشرة أفضل؟

اليوغا هي نوع من أنواع التمارين الرياضية التي تعيد الحيوية للجسم والعقل في آن واحد، وهي رياضة قديمة ابتكرها الهنود منذ آلاف السنين لمحاربة التشتت الذهني والاضطرابات العصبية، كما أنها تساعد في تحقيق الانسجام بين الجسد والروح، وتمنح الإحساس بالرضا والسعادة والثقة بالنفس، وبالتالي هي مفيدة لصفاء الذهن وانتعاش البشرة. ومن أهم فوائد ممارسة تمارين اليوغا على البشرة أنها تزيل مظاهر الإرهاق والشحوب و تجعل البشرة أكثر نضارة من السابق حيث أنها تنشط الدورة الدموية في الوجه. كما أنها تقاوم علامات الشيخوخة والتجاعيد و تجعل عضلات البشرة أكثر مرونة وتزيل التشنجات و الهالات السوداء الناتجة عن التوتر وقلة النوم.