قبول أنفسنا وقبول المختلفين عنا، ربما تكون هذه القناعات هي أصعب ما يواجه الأم والأب عند تربية الأبناء، فهي تحتاج إلى صبر كبير ودروس كثيرة نعطيها لأطفالنا في حب أنفسنا واحترام من يختلف عنا. وربما يكون الاختلاف الجسدي أكثر الأمور التي يلاحظها الأطفال، وقد ينفرون منها ويتحولون لأشخاص مزعجين بأسئلتهم وتعليقاتهم، فتارة يتحدثون بسوء عن البدناء أو المختلفين في لون البشرة أو حتى الشعر. من هنا جاءت مبادرة الفنانة الأميركية كاي كوستومز لمساعدة الأطفال المصابين بمرض البهاق، حيث أطلقت خطاً من الدمى مع بقع بيضاء على جلدها، ومن خلالها تريد أن تضرب عصفورين بحجر، فمن جهة تعزز ثقة الأطفال المصابين بالبهاق بأنفسهم، ومن جهة أخرى تعلم الأطفال غير المصابين بالمرض أن يقبلوا الاختلاف وأن يروا فيه جمالاً. والبهاق ليس معدياً كما يعتقد كثيرون، بل هو مجرد خلل في إنتاج صبغة الميلانين يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء على الجلد بسبب فقدان الخلايا الملوِّنة التي تنتج الصبغة. هذا المرض يسبب لأغلب المصابين به حالات قلق واكتئاب وفقدان الثقة بالنفس، خصوصاً في سن الطفولة حيث يتعرضون للمضايقات بين أقرانهم في المدرسة، ما يسبب ارتباكهم وخجلهم أو انسحابهم من المجتمع. أطفال البهاق بحاجة لدعم محيطهم في المدرسة ومكان السكن والأماكن العامة، كونهم يتعرضون للتعليقات المزعجة والسخرية والتنمر، والدمى وسيلة تربوية ناجحة في كثير من الأحيان.