ليس العيب أن نخطيء ولكن العيب الأكبر أن نستمر في الأخطاء دون وقفة لنتسأل: هل نحن على صواب؟ لقد سعدت بسؤال صاحبة المسألة رغم أن من يقرأ عنوان الموضوع يفز، ويهتز عقله وقلبه لهذه الجرأة لزوجة تقع في غرام زميلها وتريد الطلاق لتتزوجه. الأكثر إثارة للعجب هو أن لديها طفلان والحقيقة رغم أني مندهش مثلكم لكنني فرحت بسؤاله؛ لأن من بحث عن الجواب وتلمس الطريق سيصل إلى الحقيقة والصواب وسيقرر هل يتوقف أم يستمر. تقول الزوج: إنني إنسانة ملتزمة ومصلية ومتحجبة وأحفظ أجزاء من القرآن، تزوجت منذ تسع سنوات ورزقت بطفلين، لكني كرهت أهل زوجي وترتب على ذلك كرهي لزوجي نفسه وما عدت أطيق الحياة معه. وتتابع الزوجة: تعرفت على زميل بالعمل ومال قلبي له بدون ارادتي لحاجتي الشديدة لعواطف حرمني منها زوجي، أحببته لكنني لم أتصرف أي تصرف يخرج عن الحدود. فكرت مرات عديدة في الطلاق لأن زميلي الذي ارتحت له وعدني بالزواج وأنه سيكون أحن عليهم من أبيهم ،مع العلم زميلي هذا شاب لم يسبق له الزواج لكنه يحبني وانا أثق في صدقه. وتكمل: حاولت كثيرا اصلاح زوجي بدون فائدة و عندما قررت الانفصال عنه أصبح يعاملني بطريقة أحسن نسبيا. لكني مازلت أريد الارتباط بزميلي خاصة أنني فقدت الثقة تماما في زوجي و أنا في حيرة من أمري هل أظل مع زوجي رغم الحرمان الذي أعيش فيه؟ أم أتركه وأتزوج الشخص الذي أحبه. والله لا أريد اغضاب ربي ولا أقع في معصية كبيرة مع الشخص الآخر، و لكن لي احتياجات نفسيةزوجي لا يلبيها وأصبحت تنتابني حالة نفسية حين يقترب مني. و في الوقت نفسه أخاف أن أتسبب بطلاقي له بأذى نفسي كبير له وأكون ضيعت أطفالي، ماذا أفعل يا سيدي؟ الجواب أحترم صراحتك جدا وصدقك مع نفسك، لكن صدقيني الأمر يحتاج إعادة الحسابات مرات عديدة لأنك الآن تحت تأثير قلبك وهواك لا عقلك ومصير الأسرة يجب أن يتحكم العقل فيه. ما أدراك أن زواجك ممن أحببت سيريحك؟ أنسيتي أن لك أولاد ربما سقطت عنك حضانتهم بالقانون بسبب زواجك؟ ثم هل سيتقبل أهل الشخص الثاني زواج ابنهم البكر بمطلقة وأم لطفلين؟ أما سمعت عن قصص نساء تحكّم الحب بقلوبهن وتركت الأبناء، ومع أول خلاف عايرها بأنها رمت أبناءها وباعتهم للزواج منه فمن السهل أن تبيعه. قالها الكثيرون للكثيرات.. وأذكر مرت بي يوما ما حالة زوجة لديها 3 ابناء تركتهم جريا وراء شخص ادعى حبه لها، ووعدها بالزواج. فلما دخلت الأمور في الجد وطلقت من زوجها هرب منها الحبيب ولم يرد على اتصالاتها . ولما أفاقت من سكرتها كان زوجها الأول قد تزوج بأخرى وحرمت منه ومن الأبناء ومن حبيبها، فأصيبت باكتئاب أودي بها لمحاولة الانتحار 3 مرات وما زالت تتعالج. اعقلي الأمور واعلمي أنه طالما في حياتك رجل آخر مال قلبك إليه، فلو صار زوجك ملاك محبة وعصفور مودة ولو انقلب عنترة أو تحول روميو فلن تريه ولن تتأثري بتغيراته ولن تري أي ميزة فيه ؛لأن قلبك أغلق على حب غيره وهكذا البشر. ولو راجعتي نفسك وأخرجت هذا الحب المدمر لحياتك، وركزت على محاسن زوجك لتغيرت الحياة. لا تكوني أنانية بتحقيقك لطموحاتك العاطفية الوهمية على حساب مشاعر وانكسار أولادك فلا ذنب لهم في أب قصر تجاه زوجته ولا ذنب لهم في أم مال قلبها لغير زوجها. أخيرا وما كنت أود التطرق لها بالبداية لكن ضميري كأب وأخ لك ومتخصص يحتم على أن أقولها لك وما شجعني قولك بأنك من الملتزمات حفظة القرآن: فما أردت أن أذكرك به أن الله تعالى في كتابه العزيز نهى الرجال عن خطبة المرأة وهي في عدة الطلاق أو عدة وفاة زوجها المتوفي، فما بالنا بمن تحب رجلا آخر وهي على ذمة زوجها . أرى الأمر يستحق الرجوع والتعقل، بدلا من الانجراف نحو عواطف قد تكون زائفة ومدمرة قد تخسرين بسببها كل شيء. تكيفي مع حياتك وزوجك وانظري لايجابياته فإن شعرت بأنك ستفتني وتخطئي في حق بيتك وزوجك فالطلاق بابه مفتوح لمنع الفتن والفساد، ولكن استعدي لكل ما يترتب على قرارك وقتها .