لماذا نحن كأسر نهدر ونضيع أوقاتنا بهذا الشكل الفج ؟ سؤال سألته لنفسي لما أراه اليوم من تضييع الأبناء بل والأباء لأوقاتهم دون فائدة، يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي بالساعات الممتدة أحيانا لمنتصف اللي؛ وهذا يستيقظ لمدرسته متأخرا ، وهذا يذهب لعمله كسولا من طول السهر، وهذه فتاة متعبة وتتهرب من دروس الجامعة لأنها نامت وهي تحتضن جهاز اللابتوب كالطفل في حضن أمه. الكل مشغول والكل وقته مملوء لكن بماذا؟ الجواب: بلا شيء … نعم بلا شيء لذا لا تعجبوا من كوننا من دول العالم الثالث والرابع والخامس . والسؤال الأهم التالي هو: يا ترى ما أسباب تضييع أوقاتنا ؟ وما الحل ؟ الأسباب من وجهة نظري القاصرة تتلخص في # عدم وجود هدف كبير في الحياة فكثير منا يظن الحياة طعام وشراب ونوم وفسح وزواج وووظيفة ثم انجاب ثم موت عند الكبر .يجب أن يكون لكل منا هدف في حياته وغاية وإلا سيتخبط ويمضي عمره هباء منثورا. # عدم وجود خطة لتحقيق أهدافنا بالحياة وترك الأمور على البركة كما يقال فاليوم يجر يوم والسنة تجر سنة والعمر يمضي دون خطة نحقق بها هدفنا. # تطفل الأخرين من حولنا هو أيضا من أسباب تضييع أوقاتنا، كمن يزورك أو يهاتفك بالساعتين أو الثلاث وبعد اغلاق الخط تكتشف أنك ما ضيعت ساعاتك إلا في تفاهات تكلمتما فيها وربما غيبة ونميمة أو كلام هراء ومضيعة للوقت ليس إلا. # عدم ادراكنا لقيمة الوقت الذي هو حياتنا فالوقت قطعة منك وكل يوم يمر يتقضي جزء منك. وسيسأل كل منا بين يدي ربه ماذا فعل بهذا العمر ؟ هل ادخرته للعلم؟ هل قدمت فيه عملا مفيدا لنفسك وأسرتك ووطنك ومستقبلك؟ القراء الأعزاء،، اطيلوا اعماركم باستغلال الوقت لأن من لم يستغل وقته عمره بالحقيقة قصير فالعمر يحسب بأعمالك وانجازاتك وليس بسنينك وأيامك. إن للوقت زكاة مثل المال . فأنت تقتطع جزء من مالك زكاة وصدقة طمعا في أن يبارك لك الله فيما بقي وكذلك الوقت لو أنفقت منه لعمل خير أو طلب علم أو رعاية يتيم أو مساعدة محتاج أو التعاون مع أسرتك فالله سيبارك ويضاعف لك بقية عمرك وسيحفظ عليك بقية وقتك. وأهم ما يحفظ الله لنا به أوقاتنا وينمي لنا حياتنا ويعمرها بالانجازات هو توفير وقت لأداء الصلوات على مستوى كل فرد في الأسرة لأن من قصر في وقت عبادته لربه أتلف الله له وقتا مديدا يقضيه دون فائدة. إن الأسرة التي تنفق من وقتها ولو جزء في طلب علم ديني أو دنيوي أو قراءة بضع آيات من القرآن أو ذكر الله حتما سيصون الله لها وقتها ويوفقها ويسعدها وييسر لها كل أمر عسير ماديا أو معنويا لأن الجزاء دوما من جنس العمل. اعزائي ،،، الساعات ما لها قيمة القيمة الحقيقية فيما صنعته وعملته من انجازات في تلك الساعات فكم من أناس عاشوا 70 و80 عاما وماتوا ولا أثر لهم ولا ذكر وكم من علماء وكتاب وأدباء ومفكرين عاشوا أقل من 50 عاما لكن تركوا علما وأدبا نحتاج ل100 عام كي ندرسه ونتعلمه. أرجو من كل أم وكل أب قرأ تلك السطور أن يوصل تلك الكلمات وهذه الرسالة لأبنائه حتي يعرفوا قيمة أوقاتهم وأعمارهم فلا يضيعوها.