تحاول المرأة بحرص شديد أن تخفي عمرها الحقيقي، رغبة منها في الظهور بصورة أصغر سناً. ومن المنطلق نفسه نرى أنها تحارب كل مظاهر التقدم في العمر، بالكريمات وعمليات التجميل التي تخفي التجاعيد والجفاف .. إلخ. ويشير الأخصائيون إلى أن المحيط النفسي والاجتماعي هو أكثر ما يدفع المرأة إلى الكذب بشأن عمرها، ونتيجة لاعتقاد المرأة في أن جمالها يرتبط ارتباطا وثيقا بمرحلة عمرية معينة، تبدو بها في أوج جمالها وأنوثتها، لذلك تعتبر وصولها إلى مرحلة متقدمة من العمر بداية تخلي جمالها عنها”. كما أن المحيط ينظر للفتاة التي تجاوزت سن الثلاثين ولم تتزوج أو تنجب، باعتبارها ارتكبت خطأ، لذلك لا تجد المرأة ملجأ سوى أن تهرب من فكرة الإفصاح عن حقيقة عمرها. من جهة أخرى، ينظر المجتمع نظرة ضيقة للمرأة إذ يربط أهميتها بقدرتها على الإنجاب، لذلك فحين تتقدم في العمر وتصبح غير قادرة على الحمل وتأدية الدور الاجتماعي المطلوب منها في العرف، فإن قيمتها تبدو كما لو كانت تصبح أقل في نظر المحيطين بها. كما أن قيمة المرأة مرتبطة بالجمال والشباب والصبا في ذهنية المجتمعات التقليدية، التي ترى أن هذه القيمة تخبو كلما تقدمت المرأة في العمر، وهذه المشاعر تتسرب إلى المرأة وتتصرف وفقاً لها ولذلك تخفي عمرها معظم الوقت. ومن المعروف أن نظرة المجتمع للمرأة تشمل كل شيء بما في ذلك معيار السن، فقد يجد أن تقدمها في العمر يفقدها الكثير من قيمتها وأنوثتها كامرأة. لذلك يعتبر سؤال "كم عمرك" معيباً وكأنه يحط من قدرها أو ينال منها، في حين لا ينطبق ذلك على الرجل الذي يبدو في نظر المجتمع يزداد قيمة وحكمة كلما تقدم في العمر.