مخاطر كثيرة تحملها تلك الشبكة العنكبوتية ضد فلذات أكبادنا، فبعد أن حذرنا منذ عامين من لعبة “عويجا”، وبعد أن نشرنا التوعية الكافية ظهرت لعبة “تشارلي” والتي كتبنا عنها العام الماضي أيضا، انتبه الكثير من الآباء لخطورة تلك الألعاب وتم حظرها بالمدارس. اليوم يواجه الأطفال والمراهقون هجوما جديدا واغتيالا كبيرا لبراءتهم وهو ظهور ما يعرف بلعبة “ الحوت الأزرق “ ورغم أننا نعرف بأن الحوت الأزرق حيواناً ضخماً ولكنه بطبيعته كما ذكر العلماء مسالم لا يفترس البشر. لكن هناك اليوم من ابتكر لعبة تحت اسم هذا الحيوان اللطيف والمهدد بالانقراض،أودت تلك اللعبة بحياة العديد من الأطفال والمراهقين حول العالم خاصة من يعيشون بوحدة أو في مشاكل أسرية وضغوط نفسية. وهي لعبة قائمة على التحدي وتعرف باسم “تحدي الحوت الأزرق” تقول إحدى الصحف العربية معرفة لتلك اللعبة: "هي لعبة إلكترونية تتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً. فبعد أن يقوم الشخص بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز التالي “F57” أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلا". بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجراً مثلا ، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف. وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى "حوت أزرق". وعقب كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين. أعزائي الآباء: مخترع هذه اللعبة روسي يُدعى فيليب بوديكين (21 عاماً). وقد تم اتهامه بتحريض نحو 16 طالبة بعد مشاركتهن في اللعبة. وهو حاليا بالسجن بعد اعترافه بالجرائم التي تسبب بحدوثها، وقد برر جريمته بقوله: “إنها محاولة تنظيف للمجتمع من " النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقاً - يقصد أطفالنا-“. وأضاف أن "جميع من خاض هذه اللعبة هم سعداء بالموت". تقول إحدى الصحف البريطانية: “بدأ بوديكين محاولاته عام 2013 عن طريق دعوة مجموعة من الأطفال إلى موقع VK.COM وأولاهم مهمة جذب أكبر قدر ممكن من الأطفال وأوكل إليهم مهمات بسيطة، يبدأ على إثرها العديد منهم بالانسحاب. يُكلف من تبقى منهم مهمات أصعب وأقسى كالوقوف على حافة سطح المنزل أو التسبب بجروح في الجسد. والقلة القليلة التي تتبع كل ما أملي عليها بشكل أعمى هي التي تستمر. تكون هذه المجموعة الصغيرة على استعداد لفعل المستحيل للبقاء ضمن السرب، ويعمل الإداريون على التأكد من جعل الأطفال يمضون قدماً في اللعبة.” وانظروا لأخطر ما ذكرته الصحيفة وهو أن مؤسس اللعبة بوديكين هذا يستهدف من لديهم مشاكل عائلية أو اجتماعية . وأخيرا أرى أن مسئوليتنا كآباء لا تبدأ من مراقبتهم ومنعهم من تلك اللعبة لكن مهمتنا تبدأ من احتواء الأبناء وخلق الجو المناسب لهم تربويا وعدم تشويههم نفسيا بالمشاكل بين الأبوين وعدم تركهم طوال الليل والنهار ضحية للشبكة العنكبوتية التي لم تكتف بغرس الانحرافات بتربية الأبناء بل سعى مجرموها للقضاء على حياة أبنائنا وإزهاق أرواحهم وقتل طفولتهم.