في عام 2009، عثر رجل مسن على طفل تائه عمره ثلاثة أعوام، لا يعرف اسم أهله ولا مكانهم ولا عنوانهم، فأخذه العجوز واحتسبه ابناً له، ولكنه بلّغ الشرطة ولم يعثر أحد على أهله بينما قرر العجوو تعليم الطفل مثلما علم أبناءه. وعلى الطرف الآخر من الحكاية كادت الأم التي فقدت ابنها أن تفقد عقلها معه، فالطفل ضاع منها في عملية تفجير ويبدو أنه من الخوف ابتعد ومن الفوضى لم يعرف أحد إن كان حياً أم ميتاً. ومع انتشار الفيسبوك قرر أبو سهيل الرجل الذي عثر على الطفل أن يطلب من أحد الشباب الناشطين على فيسبوك نشر صورة الطفل حين عثر عليه وصورته الآن وقال لا بد أن أهله وأمه على الأخص إن رأته ستتعرف عليه. وهذا ما حدث بالفعل، فقد رأى الصورة أحد أقرباء الولد، وأخبر ذويه، وبحسب الناشطين، فإنّ الطفل محمد، تاه من منطقة الحويجة المحاذية لحدود محافظة النجف في يوم الانفجار وتم إيداعه منذ ذلك الحين لدى عائلة الحاج أبو سهيل أو نجم الجبوري في الكوفة. وقد نقلت وسائل إعلام عراقية عن الحاج أبو سهيل قوله إنه اعتاد على محمد حتى أنه صار ابناً له لا يفرق بينه وبين أي من أبنائه، مضيفا أنه طلب فحص "الدي أن إيه" حتى يطمئن إلى أن محمد عاد بالفعل إلى حضن أمه. يذكر أن العراقيين احتفوا كثيراً بهذه الحادثة على صفحاتهم في فيسبوك لأن الطفل من طائفة والرجل الذي عثر عليه ورباه من أخرى، وقد اعتبروها دليلاً على أن الخير ما زال أقوى في المجتمع العراقي وأنه مع الخوف من قضايا خطف الأطفال فإن قصة محمد وأبو سهيل تعيد الأمل لكثير من العائلات التي فقدت أبنائها ولم تعثر لهم على أثر.