بلا يدين أو رجلين ولدت الشابة الباكستانية زهراء عباسي، تحسرت والدتها واعتبرت أن عبئا كبيراً وقع عليها وعلى العائلة، وأشفقت على الفتاة من المصير الذي ينتظرها وتعاطف معها الأقارب وانتظروا لها الكثير من الشقاء. لكن زهراء خيبت ظن الجميع، فمن نجاح إلى آخر ومن تفوق مدرسي إلى مهنى، فبعد أن حصلت على درجة الماجستير في الإدارة بتقدير عال، افتتحت شركتها الخاصة دون أن تهتم لكل التحديات والاستهزاء الذي تتعرض له من الجميع، والاستغراب من طموحاتها، بل إن زهراء وجدت في التحديات دافعاً للتفوق. تقول عباسي: "في البداية كنت أشعر أنّي لا أستطيع أن أفعل شيئاً، كما كان يتصوره الآخرون. كنت أعيش في قلق دائم وأنا أفكر في مستقبلي. لم أكن أظن أنّ بإمكاني أن أكمل الثانوية في يوم ما، لكنّ تشجيع الوالدة المتواصل ومساندتها كانت تدفعني دائماً إلى الأمام". وتضيف في مقابلة صحافية معها: "لو جلست أسمع ما يقوله الناس في حقي لأمضيت حياتي كلّها في ذلك. هم يزيدونني يأساً لا أكثر. لكنّي قررت ألا أسمع أحداً غير أولئك الذين يشجعونني ويقولون لي إن لا فرق بيني وبين غيري. رأيي الدائم هو أنّ الإعاقة ليست عيباً، بل العيب هو اليأس وترك الجهد والعمل". حالياً تنوي زهراء العمل مع المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تسهيل حياتهم ومنحهم الأمل، عن ذلك تقول: "كما لم يتوقع أحد أن أكمل تعليمي بتفوق وأن أتولى وظيفة في سوق العمل، فنجحت وتمكنت من إثبات أنّ الإعاقة ليست عيباً ولا عجزاً، سأثبت مرة أخرى أنّ بإمكاني أن أعمل الكثير من أجل غيري، وأنّي سأحقق ما تبقى من أحلامي".