قد تضطر الظروف بعض الفتايات اللاتي فاتهن قطار الزواج ووصلت للثلاثينات مثلا بالقبول بزوج توفيت زوجته أو طلقها ولديه أبناء من الزوجة الأولى. عندما يكون الأبناء صغارا قد يسهل تعويدهم على تلك الأم الجديدة ويكبرون وهم قريبون منها ومتعلقون بها لأن أعينهم تفتحت على رعايتها وتربيتها لهم ، أما لو كان الأبناء كبارا فهنا قد يكون الموضوع معقدا لكون بعضهم ربما لا يتقبل وجود بديلا عن أمه. قد يحاول بعض الأبناء ايذاء تلك الضيفة الجديدة والكيد لها من باب الغيرة أو بسبب تحريض من جهة الأم المطلقة وهنا يحتاج الأمر لتعاون من الأب وتعاون وصبر من الزوجة الجديدة . وقد وقعت صاحبة المسألة في هذه النوعية من المشاكل واحتارت كيف تحببهم فيها لأنها لا تريد أن تخسر زوجها فهي تحبه وهو يحبها لكنها ترى عدم قبول الأبناء والبنات لها. تقول الزوجة: تزوجت من 3 أشهر من رجل لديه ابنتان في سن الرابعة عشر وولد في سن السادسة عشر وكنت أظن أنه من السهل احتواء الأبناء لكن اتضح لي أنه أمر يحتاج لسنوات كي تنجح المرأة فيه فهم متعلقون بأمهم لكن الأم تركتهم ورغم ذلك لا يتحملون أن يذكرها أحد بآي تعليق أو انتقاد. وأضافت: إن كل علاقتننا بالبيت هي الجلوس على الطعام وبعدها كل يذهب لغرفته حتى أحس أني وحيدة لأن زوجي غالبا ما ينام بغرفة أحد أبنائه ولا اريد عتابه حتي لا يغضب مني واشعر أن الطريق الأقرب والأسرع لقلب زوجي هو أن أقوي علاقتي بأبنائه. لذا سؤالي سعادة المستشار هو كيف أقوي علاقتي بهم حتى اكسب قلب زوجي أكثر ومحبته لي؟ الجواب: صدق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ قال: ( الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة) وأحسبك من الزوجات الصالحات ومن نعم الله على زوجك هذا أن رزق امرأة تراقب ربها في أبنائه وتبحث عن حلول وطرق لارضائهم وكسب محبة زوجها لذلك سأورد لك النصائح لكسب محبة وقبول الأبناء لك وأختمها بنصح لكل زوج اضطرته الظروف للزواج بعد وفاة أو طلاق زوجته الأولى حتى تعم الفائدة: أولا: لا تذكري والدتهم بتاتا بأي تعليق او انتقاد ولا تتدخلي في خلافاتهم مع والدهم بخصوص والدتهم حتى لا يعتقدون أن لك يدا في طلاقها أو مشاكل والدهم معها. ثانيا:ا تفقي مع زوجك على تحسين صورتك دوما أمام أولاده وغرس قيمة أنك بمكانة خالتهم وقريبة من مكانة أمهم فكم من أخ لم تلده أمك وكم من أم لم تلدك وذلك دون التقليل أو المقارنة بينك وبينها بتاتا. ثالثا: كوني كتومة لأسرارهم خاصة الفتايات منهم حتى تكسبي ثقتهم وحققي لهم رغباتهم وهواياتهم وتدخلي وسيطا لهم عند والدهم لتحقيق هدف أو شراء لعبة أو شيء ما هم يحبونه . رابعا: إن رزقت بأبناء فكوني حريصة على التعامل بالعدل بينهم خامسا: اصبري على مضايقاتهم بالبداية فالأمر ليس بالسهل أن تحلي محل أمهم . واجعلي صبرك لله حتى تنالي رضاه ويلين القلوب بالحب لك سريعا. سادسا: احذري أن تكثري من الشكوى عليهم لأبيهم لأن ذلك يبعدهم عنك نفسيا وعاطفيا جدا. سابعا: العبي معهم وشاركيهم الدارسة وحضور المناسبات بالمدرسة والاهتمام بأعياد ميلادهم وابدعي في هذا لأن كل الأطفال يعشقون ذلك. ثامنا: احرصي على تعليمهم الصلاة والدين لأن التدين سيزيل الغشاوة من على قلوبهم فيرونك صديقة لا عدوة . تاسعا: صادقي المراهق والمراهقة منهم وتعلمي كيف تتعاملي مع عمره واعطهم من وقتك حتى لو كان أبوهم مشغولا عنهم . عاشرا: اسهري على راحتهم وداوهم إذا مرضوا ولا تشمتي بعقاب أبيهم لهم يوما بل تدخلي للدفاع عنهم وتحملي فأنت أخترت أن تكوني أمَا وزوجة وسوف تنجحي لكن بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد. ونقول لكل أب اختار زوجة ثانية لتربي أبناءه بعد وفاة زوجته أو طلاقها احرص على ثلاثة أمور لتوفق بين الزوجة الضيفة الجديدة وبين أبنائك: أولا: اعدل بين الطرفين ولا تتحيز للزوجة ضد الأبناء كمن يطرد ابنه من البيت لأنه أغضب زوجة أبيه هذه جريمة . ولا تتحيز للأولاد لتعلقك بهم ضد زوجتك وأنت تعلم أنهم مخطئون وإلا فلن تستمر تلك الحياة. ثانيا: احترم تلك الزوجة وعاملها بكل تقدير أمام الأولا واحذر كلمات التوبيخ مثل من يقول : أنا جايبك خدامة لأولادي .. نعل بنتي أفضل منك .. أطلقك وأجيب غيرك عيالي أهم منك. ثالثا: احذر أن تحرمها من الانجاب لكونك أب ولديك أبناء واستكفيت أليس من حقها أن تكون أما . إن من تحرمها من الأمومة لن تكسبها يوما لتكون أمَا لأبناء غيرها.