ساهم ارتفاع درجات الحرارة وهبوب العواصف الغبارية والاستخدام المفرط لمكيفات الهواء في ازدياد نسبة الأشخاص الذين يعانون من أمراض الحساسية في دول الخليج بشكل عام. وبحسب إحصاءات "هيئة الصحة بدبي"، فإن واحداً من أصل كل 5 أشخاص يعاني من التهاب مخاطية الأنف وغيرها من حالات التحسس الأخرى. كما ان هناك عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من أمراض الحساسية في باقي الدول العربية الخليجية. ومن أجل تعريفك أكثر عن هذه المشكلة الصحية وآثارها السلبية وطرق علاجها الأفضل، أجرت “أنا زهرة” حوار مع محمد سمير، الدير الطبي في شركة مونديفارما لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقا.

في البداية، الرجاء منكم تعريفنا عن الحساسية عن قرب؟

الحساسية هي رد فعل من الجهاز المناعي للمواد التي عادة ما تكون غير ضارة، مثل اللقاح، والأطعمة، وعث غبار المنزل. وتعرف هذه المواد في أجسام معظم الناس باسم مسببات الحساسية، وليس لها أي أضرار. في حين يراها جهاز المناعة في أجسام المرضى الذين يعانون من الحساسية على أنها "تهديد"، مما يؤدي إلى استجابة الجسم لها بشكل غير مناسب أو معتاد. هذا ما يؤدي الى حدوث الحساسية بمختلف أنواعها وأشكالها بجسم الإنسان.

هل هناك أنواع حساسية منتشرة أكثر من غيرها في وطننا العربي؟

نعم، هناك عدة أنواع من الحساسية المنتشرة في عالمنا العربي أكثر من غيرها ولك بسبب المناخ الموجود لدينا والعواصف الرملية التي غالباً ما تشهدها المناطق الخليجية العربية. ومن أكثر أنواع الحاسية المنتشرة في وطننا العربي هي:

  • الحساسية الناتجة عن الغبار أثناء العواصف الرملية.

  • حساسية عث الغبار.

  • حساسية تجاه بعض أنواع الأطعمة خصوصاً الفول السوداني والبيض والمأكولات البحرية والسمك.

ما أسباب انتشار هذه الأنواع من الحساسية في العالم العربي؟

تتفاوت درجة حساسية الأشخاص لبعض مسببات الحساسية، حيث يتعلق بمورثاتك، لأن الحساسية تنتقل بالوراثة. ففي حال كان يعاني أحد والديك من الحساسية، من المحتمل أن تنتقل إليك أيضاً. 70? من حالات المعاناة من الحساسية ترجع الى الوراثة. من جهة أخرى، يمكن أن تكون البيئة المحيطة بنا أحد عوامل الإصابة بالحساسية بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التدخين، والتلوث، والعدوى، والهرمونات. هذه العوامل مجتمعة مع بعضها تشكل ال30? المتبقية من أسباب الإصابة بالحساسية.

ما هي أعراض الحساسية التي تصيب الفرد في مجتمعنا؟

يعتمد ذلك على العامل المسبب للحساسية بالإضافة إلى منطقة الجسم المصابة. فقد تصاب بحساسية جلدية على شكل احمرار وطفح جلدي يدعى الشرى، أو الأكزيما، أو الحمى القراصية. كما يمكن أن تؤثر الحساسية على العينين، فتصاب العين بالاحمرار وتصبح دامعة. كذلك يمكن أن تظهر على شكل عطاس، أو سيلان أنف مترافق بحكة، أو حتى نوبة ربو قصبي، في حال إصابة الرئتين. ولهذا، يعتمد الأمر على مسبب الحساسية والمنطقة المصابة من الجسم.

من هي الفئة العمرية الأكثر عرضة للحساسية؟

الجميع معرضون للإصابة بالحساسية بغض النظر عن الفئة العمرية، فقد تبدأ الأعراض منذ الطفولة، أو يمكن أن تتأخر حتى البلوغ. الحساسية لا تميَز الأعمار ولا حتى الأجناس وهي يمكن ان تصيب أي شخص في أي عمر كان.

كيف تُعالَج الحساسية بشكل طبيعي؟

إن معرفة العوامل التي تسبب رد الفعل التحسسي وتجنبها هما العلاج الأفضل، بالإضافة إلى العلاج الوقائي حيث يعتبر تجنب مسببات الحساسية المعروفة أفضل ما يمكن القيام به لعلاج الحساسية. أما في حال المعاناة من الحساسية الناتجة عن العواصف الرملية التي غالباً ما تؤدي الى نوبات من الربو، يمكن اتباع بعض الخطوات الطبيعية والتي تتمثل بالتالي:

  • البقاء في المنزل قدر الإمكان أثناء هذه العواصف لتجنب التعرض لمسببات الحاسية. وخلال التواجد في المنزل يفضل اغلاق النوافذ.

  • تنظيف المكيف الهوائي من الغبار بانتظام وذلك لمنع تراكم الغبار فيه حيث ان تراكم الغبار في المكيَف يمكن ان يزيد من أعراض الحساسية المزعجة.

  • استخدام أجهزة لتنقية الهواء في المنزل. هذه الأجهزة تساعد على التقليل من نسبة الغبار المسبب للحساسية في المنزل.

  • غسل شراشف المنزل يوك بعد يوم للتخلص من الغبار العالق عليها.

  • غسل الملابس يومياً بعد العودة الى المنزل مع ضرورة أخذ حمام من أجل ازالة كل الغبار الذي يمكن ان يكون عالق على الجسم.

  • وضع قناع طبي على الوجه عند الخروج من المنزل لمنع استنشاق الغبار. وتجدر الإشارة هنا الى انه يجب تغيير هذا القناع يومياً.

  • شرب كمية وفيرة من المياه والسوائل.

  • رش رذاذ المياه على الوجه والعنق والعينين بشكل دائم عند الخروج من المنزل.

  • تناول الأدوية التي من شأنها تخفيف رد الفعل التحسسي في حال الحاجة لذلك.

هل من نصائح أخرى؟

إن الطريقة المثلى للتعامل مع الحساسية تكمن في معرفة العوامل المسببة وتجنبها قدر الإمكان للحد من حدوث رد الفعل التحسسي والتخفيف من شدته، هذا ما نطلق عليه اسم العلاج الوقائي والذي يعتبر الأفضل لعلاج مشاكل الحساسية حتى اليوم. ولكن، في حال تفاقم الحساسية يجب أخذ الأدوية وفقاً لإرشادات الطبيب. أما النصيحة التي أوَد التوجه بها الى القراء الذين يعانون من الحساسية هي المتابعة مع الطبيب المعالج المختص للحصول على تشخيص صحيح في البداية ومعرفة مسببات الحاسية وبالتالي رسم خطة علاج مناسبة والحصول على الدواء المناسب في حال الحاجة لذلك. ولا يجب الخوف من المعاناة من الحساسية اذ ان هذا النوع من الأمراض يمكن التعايش معه بسهولة وهو لا يشكل أي خطر على صحة المريض.