رغم المكانة التي وصلت إليها وسائط التواصل الاجتماعي/ السوشال ميديا في حياتنا، ما زالت العلاقات العاطفية التي تتم عبرها تقابل بالسخرية أو التقليل من شأنها أو تدور الشكوك حول مصداقيتها. فلماذا نقبل أن نعيش ثلاثة أرباع يومنا على السوشال ميديا، نكون صداقات وعداوات ولا نقبل فكرة أن الحب قد يقع عليها؟ تتيح السوشال ميديا للإنسان أن يظهر بالشكل الذي يريد، فأما أن يكون على حقيقته تماماً، وإما أن يزيف نفسه في تغريداته وتعليقاته لكي يبدو مثالياً ولا في صوره ليبدو أجمل وأنحل ...إلخ. من هنا لا يثق كثيرون بالعلاقات العاطفية التي تبنى عن طريق الشات والفيديو والصور. لكن السوشال ميديا هي مجرد تطور في وسيلة الاتصال، فقد كانت العلاقات العاطفية قديماَ تدار بأكملها على التلفونات الأرضية والمعاكسات والمكالمات، وكان للناس الموقف نفسه أنها لا يمكن أن تكون حقيقية، بلا تلاعب من الطرف هذا أو ذاك. والحقيقية إن فكرة التلاعب والمشاعر الكاذبة أو الزائلة، هي واقعية تماماً، لكنها تنطبق أيضاً على علاقات على أرض الواقع، ومشاعر استمرت لسنوات أو حتى زواج بني على أكاذيب. إذن فالأمر يتعلق بمصداقية الشخصين أصحاب العلاقة وليس بوسيلة التواصل نفسها، الحب ممكن على فيسبوك، أجل. وقديما أحب الشاعر بشار ابن برد امرأة مما سمعه عنها ولم يقابلها وكتب فيها القصائد، ولم يشكك أحد في حبه. فهل يمكن أن نقلل من قيمة الحب لأن وسيلة التواصل التي جرى من خلالها تغيرت؟ شاركينا برأيك