يغضب بعض الأزواج عندما يهم بالخروج وتسأله زوجته: أين تذهب؟ فالبعض يفسرها على أنها تحكم في رجولته وحركاته وسكناته. البعض يفهمها على أنها تسلط وتملك من الزوجة له وتقييد لحريته، والقليل من يفهم أنه سؤالها من باب الاطمئنان على زوجها ومعرفة مكانه لأي ظرف طاريء يقع له أو لأسرته فلا غنى لهم عنه ولا غنى له عنهم . وأغلب الزوجات لا يقصدن بمعرفة مكان الزوج تقييده أو اعتراضه أو منعه من الخروج فلماذا يحمل الزوج نص السؤال ما لا يحتمل؟ لماذا يأخذ الأمر كما يحدث الآن بحساسية شديدة في الوقت الذي لا يسمح لها هي بالخروج إلا بعد استئذانه ومعرفة مكانها ومع من ستذهب وكافة التفاصيل، ولا أدري أذلك حلال للرجل حرام على الزوجة؟ قال الله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) رغم قوامتك على البيت والأسرة أيها الرجل، لكن لا مانع من إخبار زوجتك عن مكانك وذلك الإخبار لا يطعن ولا يؤثر بتاتا في قوامتك بل هو خوف واطمئنان عليك. فكم من أزواج خرجوا وأصابتهم نوبات مرضية أو أزمات صدرية أو حوادث ولم تعرف عنه أسرته أية أخبار إلا بعد فوات الأوان. وإن إخبار الزوج لزوجته عن مكانه ينزع فتيل أزمات ومشاكل يمكن أن تقع وتفتعل من لا شيء فمن فوائد معرفة زوجتك لمكانك ما يلي: أولا: القضاء على الشك في أن لك بيت أخر أو علاقة عاطفية لأن الوضوح والصراحة راحة لك ولها. ثانيا: ستشعر زوجتك بمكانتها عندك وأنها ليست أخر من يعلم ثالثا: ان الزوجة بطبيعتها تحب أن يشاركها زوجها فإن أهملها كبتت وتألمت بصمت مما يعود على أدائها التربوي والعاطفي بالضرر والاحباط. من وجهة كمتخصص أقول بأن الزوج الذي يخفي عن زوجته مكانه وأين يذهب وأين يسهر هو زوج يمشي بطريق الخطأ مع الأصدقاء الخطأ أو يرتكب أمورا يخاف أن تعرفها الزوجة فتسبب له مشاكل وربما طلبت الطلاق. وأحيانا يكون الزوج على طريق الصواب وشخص ملتزم لكنه يضطر لمداراة زوجته لأنها مثلا ستغار من زيارته لأهله وأخواته أو زوجته الثانية أو أبنائه من طليقته ويكون العيب هنا في الزوجة لا في الزوج. وأخيرا نقول لكل زوجة: لا تجعلي شغلك الشاغل معرفة مكان زوجك وخذي الأمر براحة ورحابة صدر ولا تجعليه سببا في تنغيص حياتك. سئل أحد العلماء عن صفة المؤمنات الغافلات الواردة بالقرآن فقال: الغافلة هي العاقلة التي إذا خرج زوجها من عتبة البيت لا تشغل بالها مع من ولا أين ذهب ثقة منها فيه وفي نفسها وفي ربها أنه سيرشده للطريق المستقيم.