الملايين من الأشخاص من حول العالم يصابون بالسكتة الدماغية. تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف او يتم تعرقل الدم بشدَة من التدفق الى أحد أجزاء الدماغ مما يمنع وصول الأوكسيجين الى هذا الجزء من الدماغ وبالتالي تتعرَض خلايا الدماغ للموت. السكتة الدماغية تحصل بشكل فجائي وهي يمكن ان تقتل بعض خلايا الدماغ خلال دقائق قليلة فقط.

الشعور بأي من أعراض السكتة الدماغية يستدعي فوراً الذهاب الى المستشفى لتلقي العلاج السريع كي لا تصبح حياة المريض تحت دائرة الخطر. ومن أبرز الأعراض التي تحدث بسبب السكتة الدماغية نذكر ما يلي:

  • صعوبات المشي.

  • عدم القدرة على الكلام.

  • الشعور بتخدير في جهة واحدة من الجسم.

  • الصداع الشديد.

هذه الأعراض التي تشير الى السكتة الدماغية يمكن ان تحصل معك في أي وقت و أي مكان تماماً كما حدث مع صالح صنقور، مواطن اماراتي يبلغ من العمر 57 عاماً الذي كان في رحلة صيد عندما شعر بأشياء وعوارض غريبة بجسمه. “زهرة الخليج” قامت باجراء حوار مع صالح للتعرف أكثر عن الأمور التي واجهها في رحلة محاربة السكتة الدماغية:

ما هي الأعراض التي شعرت بها في البداية؟

كنت في القارب في رحلة الصيد مع صديقي عندما شعرت فجأة بضعف في الجانب الأيسر خصوصاً في يدي وقدمي وشيء خاطئ يحدث في وجهي. ومن بعد هذه العوارض سقطت فجأة على الأرض.

كيف قررت الذهاب إلى المستشفى؟

كنت أعرف أن هناك شيء ما خطأ وكان زميلي داخل القارب في حالة من الذعر ولكنه استطاع الاتصال برقم الطوارئ. ولأنني كنت في البحر للصيد جاءت طائرة هيليكوبتر لنقلي ومرافقتي إلى المستشفى. كنت قلقاً جداً بسبب وضعي خصوصاً أن هناك اصابات بالسكتة الدماغية في العائلة سابقاً ما يعني زيادة خطر اصابتي بهذا المرض الصحي.

أخبرنا بما حدث لك بالتفصيل؟

عانيت من السكتة الدماغية، وهي هجوم على الدماغ. كان لدي جميع عوامل الخطر للسكتة ولكن لم أكن أعرف عن ذلك مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ... وبعد إقامتي في المستشفى قال لي أحد الأطباء إنني لن أسترد عافيتي مرة أخرى، ثم قال لي طبيب آخر أنني أحتاج إلى إعادة التأهيل حتى أتمكن من العودة إلى وضعي الطبيعي. وبهذا الأمل انضممت إلى احدى مراكز الرعاية الصحية (أمانة للرعاية الصحية) لتلقي العلاج المناسب. هنا بقيت لمدة 3 أشهر حيث دخلت من خلالها برنامج إعادة التأهيل المكثف.

الأيام الأولى كانت مرهقة، تم تقييمي من قبل كل فريق العلاج في المستشفى ووضعوا لي برنامج محدد خلال إقامتي. كنت أقوم بالعلاج أكثر من ثلاث ساعات يومياً مع المعالجين و وبعد الدوام الرسمي كان العلاج مع الممرضات.

خلال هذا الوقت بدأت المشي مرة أخرى، في البداية كنت بحاجة للمساعدة وبعدها مشيت حتى بدون أي دعم. كنت قادراً على الجلوس لوحدي ... استعدت اعتمادي على نفسي مرة أخرى حتى في الاستحمام وتناول الطعام بكلتا اليدين.

ما هو شعورك بعد مغادرة المستشفى؟

من الجيد أن أعود إلى بيتي، كانت فترة إقامتي في المستشفى حقاً مهمة بالنسبة لي لأتعافى. الآن أشعر بالأمان والثقة بأن أعيش حياتي مرة أخرى. أعرف ما يجب القيام به لمنع سكتة دماغية جديدة والحفاظ على حياتي الصحية. خلال مدة إقامتي في المستشفى كنت قد زرت بيتي والمرافق العامة بضع مرات، فمثلاً كنت أذهب إلى الشاطئ مع المعالج مما كان يشعرني بالفرح والسعادة.

الآن، أشعر بأنني فخور جداً بعملي الشاق وسعيد لأنني لم أستسلم.

ما هي الاحتياطات التي تتخذها اليوم؟

أولا اتباع كل ما يوصى به من المستشفى والأطباء المتخصصين. تناول الأدوية كما هو محدد بحسب ارشادات الطبيب. وفي الصباح الباكر أذهب للمشي لمدة ساعة كاملة وأكررها أيضاً في المساء. أفضل شيء هو الحفاظ على نفسي نشيط. كما انني تحكم بشكل جيد بنسبة السكر في الدم لأنني الآن أكثر حذر مع نوعية الطعام الذي آكله من أي وقت سابق.

ما الذي توصي به قراء "أنا زهرة"؟

أتمنى من كل شخص يقرأ الآن قصتي مع السكتة الدماغية ان يكون على معرفة بعلامات وأعراض السكتة الدماغية وكيفية الوقاية منها اتباع العادات الصحية مهم جداً لتجنب هذا المرض الخطير.

وفعلاً قصة صالح يجب ان تكون أمل لكل شخص يعاني من السكتة الدماغية او لديه تاريخ عائلي لهذا المرض. صالح بقوته وارادته ووعيه استطاع ان يعيش حياة جديدة مليئة بالصحة والنشاط والسعادة. وطبعاً كل شخص منا يجب ان يتبع عادات صحية تساعده في البقاء في مأمن من حدوث السكتة الدماغية. وفي نهاية هذا المقال نقدم لكم باقة من النصائح سهلة التطبيق يجب اتباعها للوقاية من السكتة الدماغية. هذه النصائح تتمثل بالتالي:

  • الإقلاع عن التدخين: تدخين سواء النرجيلة والسجائر يسبب في تجلَط الدم مما يؤثر على الدورة الدموية. كما ان التدخين يسبب في تصلَب الشرايين حتى تلك الموجودة في الدماغ وكلها من العوامل التي تؤدي الى السكتة الدماغية.

  • ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة بشكل منتظم هو أمر ضروري من أجل الوقاية من السكتة الدماغية. الرياضة تساعد في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم بشكل فعال بالجسم وهي تقلل من ارتفاع الكوليسترول وتعمل على تعديل السكر في الدم وكلها من بين الأمور التي تساعد في التخفيف من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. يجب ممارسة الرياضة من 30 الى 45 دقيقة في اليوم من أجل حياة مليئة بالصحة.

  • اتباع نظام غذائي صحي: الإستغناء عن تناول اللحوم الحمراء ومختلف أنواع الأطعمة المقلية والوجبات السريعة والحلويات يساعد على خفض كمية السعرات الحرارية والدهون التي يتم الحصول عليها وبالتالي يساعد على خفض الوزن والوقاية من السكتة الدماغية. من جهة أخرى، يجب الإكثار من تناول الخضار والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية الصحية من أجل تشكيل حماية أكبر من السكتة الدماغية. تناول السمك والأطعمة الأخرى العالية بمادة الأوميغا 3 كالجوز والبقلة وبذور الكتان يساعد أيضاً في الوقاية من السكتة الدماغية.

  • التقليل من اضافة الملح الى المأكولات: يعتبر الملح العدوَ الأساسي لصحة الجسم وتناوله بكثرة يؤدي الى ارتفاع في ضغط الدم وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. يجب التقليل من اضافة الملح الى مختلف أطباقك و الإبتعاد عن الأطعمة التي تحتويه بشكل كبير جداً كالزيتون والمخللات والمكسرات المملحة والأجبان والكراركرز.

  • اجراء فحوصات للدم كل ثلاثة أشهر: يجب الخضوع الى عدد من الفحوصات المخبرية كل ثلاثة أشهر للكشف عن مخزون السكر في الدم وعن نسبة الكوليسترول والتريغليسيريد بالدم. الفحوصات الدائمة تساعدك في مراقبة صحتك عن كثب وتعطي الطبيب فكرة عن النصائح والأدوية التي يجب ان يعطيك اياها من أجل مساعدتك على تحسين صحتك ووقايتك من السكتة الدماغية.