إذا كان طفلك محب بشكل غريب، يحتضن الجميع بلا توقف، ولا يخاف الغرباء ويتعلق بأي أحد جديد يزور البيت، فهذا الأمر ليس مجرد اندفاع اجتماعي، بل قد يكون أحد أعراض متلازمة "ويليامز". المتلازمة هي حالة وراثية نادرة، تسبب مشاكل تشبه إلى حد ما تلك التي يعاني منها مصابو التوحد، من صعوبات التعلم إلى مشاكل في تكوين الصداقات. والمصابون بهذه المتلازمة يعانون من فرط في الأوكسيتوسين، والذي يعرف بهرمون الحب، وتم تشخيص هذه الحالة عام 1960 في نيوزيلندا من قبل طبيب القلب جون ويليامز، بحسب ما نقله موقع "ناشونال جيوغرافيك". مالازمة ويليامز هي مرض عكس التوحد، فالمصابون بها يميلون إلى الشعور بالحب والثقة تجاه الجميع، فهم يركضون نحو الغرباء ويحضنونهم، الأمر الذي يجعلهم عرضة للجروح النفسية. ويبدي الأطفال المصابون به حباً مفرطاً سواء لوالديهم أو للغرباء، دون أية شروط أو قيود، وهذا يسبب مشاكل للأهل الذين يخافون من أن يتم استغلال أطفالهم نفسياً أو جسدياً. ويصبح الأمر أكثر تعقيداً في مرحلة المراهقة والبلوغ، فقد لا يستطيع الشخص وقف تدفق مشاعره، وكثير منهم يسبب له هذا الشعور الكبير الألم الشديد وقد يؤدي الخذلان بهم إلى الانهيار أو الانتحار. من أعراض الإصابة بهذا السيندروم التأخر في النطق ملامح معينة في الوجه وهي الفم الواسع والأسنان المتفرقة والشفاه الممتلئة والأنف الصغير الذي قد يكون ملتوياً أو فيه عيب ما، صعوبة التركيز، النشاط المفرط، الأصابع الوردية، مشاكل في الغذاء.