رغم أن نصوص ديننا تحث الأزواج والرجال على تكريم المرأة واحتوائها وعدم استغلال حبها وصبرها وتنازلاتها المستمرة، لكننا مع الأسف نجد بالمقابل حفنة من الرجال -وإن كانوا ممن يصلون ويصومون بل ويرتادون بيوت الله - دأبوا على التفنن في إذلال زوجاتهم، واستغلوا حرص الواحدة منهن على عدم هدم بيتها وتشريد أسرتها فاستمروا في عرض مسلسل القهر والتعذيب النفسي لهن. وبرغم أن بعضهم تجده غير مقصر بنفقة أو مصاريف، وتجده يعلم أولاده بأرقى المدارس، ويحضر لها الخادمة والسيارة والسائق ويوفر لها كل شيء إلا شيء واحد هو وجوده واهتمامه بها، بحيث أنها وبعد مرور سنوات العمر تجد نفسها تساوي صفرا في معادلة حياة واهتمامات الزوج. تقول صاحبة المسألة: وفر لنا زوجي كل شيء مادي حتى العلاقة الحميمية لا يقصر فيها، لكن هناك شيء أهم لم يوفره وهو احترامه لقلبي ومشاعري فقد يخرج بالساعات ولا أعرف عنه شيئا وقد يبيت خارج البيت بالأيام ولا يتصل مرة ليسأل عنا. ترك كل مسئوليات الأبناء على عاتقي وحتى السفر لا يأخذني معه بتاتا وكأنه يخجل من وجودي رغم مكانتي العلمية والوظيفية. تعمد اذلالي وتحقيري ولا يحق لي سؤاله أين تذهب ومن أين أتيت، كرهني في نفسي يا سيدي لا أسمع منه يوما كلمة اطراء ولا حب ولا اعجاب رغم الدلال والتزين والحركات واللمسات. كأنه لا يراني أو بحياته امرأة غيري تعمد طوال العشر سنوات الماضية أن يبكيني ويقهرني ، فقد أتعب وأدخل المستشفى وحدي مع السائق أو أحد إخواني ثم بعد يومين أو ثلاثة يأتي لدقائق معدودة ثم يذهب . دمرني بإهماله وكدت أن أعطي أذني للمعجبين في دوامي وفي دوامة الحياة لكن ديني وخلقي منعاني ، لكن لمتى سأظل في هذا الذل العاطفي النفسي الذي أمرضني نفسيا؟ أتمنى الخروج معه لأني أحبه فيرفض دوما وعند أحلك الظروف وبعد خلافات وشجار يخرج معي بحيث يمشي بقلق متلفتا وقد يسبقني بخطواته وكأنه ليس بزوجي وإذا عاتبته افتعل مشكلة لنعود للبيت ولا يكرر الخروج معي بالأشهر. إن كلمة ( لا ) صرت أسمعها منه عشرات ومئات المرات على كل شيء أطلبه منه ولا أقصد الطلبات المادية بل النفسية والمعنوية. أترى من حل يا سيدي لأنني لا أريد الطلاق بل أريده هو؟ الجواب: ربما أحيانا الزوجة نفسها بحبها المندفع وتنازلاتها الكثيرة تكون هي التي تصنع من الزوج فرعونا كبيرا بالبيت، فالحب الحكيم هو الذي يكون قطرة قطرة ليشتاق الزوج إليها أما لو كانت الزوجة 24 ساعة ترمي نفسها على الزوج فهذا ملل وسأم لأن بعض الرجال لا يقدرون هذا العطاء. حاولي أن تبتعدي قليلا وتتظاهري بأن لديك اهتمامات أخرى مثل دراسة عمل مسابقات دورات زيارات رياضة خروجات مع الصديقات والأهل ربما يتغير حاله ويبحث هو عنك. تصارحي معه بعد هذه المحاولة وأخبريه بما تعانيه وأن هذا الاذلال لن تتحمليه طويلا فان استجاب وتغير فبها ونعما وإلا فخذي قرارك الصحيح لأننا لا نعيش الحياة لنموت بل نعيشها لنحيا ونسعد.