في فترة الخطوبة يظهر كل طرف أحسن ما عنده للطرف الأخر ويتجمل ويتدلل وتكون الفتاة قمة النعومة (كيوت) ويكون الشاب في منتهى الاهتمام والعاطفية (رومانسي) وبمجرد أن يتزوجا وتمضي بضعة أشهر إلا وتصاب علاقتهما في كثير من الأحيان بالفتور والملل وهروب كل منهما لأصدقائه وعائلته بالساعات الطوال. ومع وجود شريك حياة غير متجدد للطرف الاخر سريعا ما يقع الفتور والملل الذي ربما تحول إلى هروب من عش الزوجية. وساعتها تعيش الزوجة مثلا في حيرة وشكوك كبيرة وتتساءل مع نفسها: لماذا يهرب مني زوجي ويفضل المكوث خارج البيت فترات طويلة مع أني لم أقصّر معه بشيء ؟ ومن خلال الاطلاع على أحوال كثير من بيوتنا وجدت أن هذا السؤال تبحث عن إجابته الكثير من الزوجات اللاتي يعانين هجر أزواجهن للبيت للخروج مع الأصدقاء وقضاء أمتع الأوقات معهم دون الزوجة أو الأبناء تقول إحداهن: لم يمض على زواجنا 6 أشهر وأرى زوجي يوميا يتحجج بأي حجة لكي يخرج بالساعات وحين أسأله : أين كنت؟ يقول: مع أصحابي ويقول متذمرا : هل تريدين قطع علاقاتي مع أصحابي؟ فأصمت ويخرسني سؤاله لأني لا أحب اختلاق المشاكل ولكني أحس بعدم الاحترام لي وعدم الاهتمام. فهل العيب في؟ أم فيه؟ وتقول أخرى: زوجي كل يوم يبحث عن مشكلة ليجد حجة ليخرج ليجلس مع أصحابه في المقهى أسفل البيت ويعود في الساعة 12 مساء لينام منهك لا طاقة لديه للحوار معي أو حتى سماعي. وأنا سئمت تلك العيشة. وهكذا حياة كثير منا اليوم سواء كان الهارب هو الرجل أو المرأة. والكل يتسأل : لماذا يهرب منا شريك الحياة لأصدقائه؟ الجواب: لابد أن نتفق بداية أنه لا غنى للرجل ولا للمرأة عن الأصدقاء وهم المتنفس أحيانا لنا للفضفضة والضحك وسماع النصيحة، ولكن المشكلة تطفو على السطح وتصبح خطرا على الأسرة حين يأنس شريك الحياة لصديقه أكثر مما يأنس لصاحبه. وحين يساعد صديقه ويقضي حاجاته تاركا كل مسؤلياته تجاه أسرته وراء ظهره . تقول إحدى الزوجات : طلبت من زوجي يوما الذهاب للتقديم لمدرسة ابنتنا قبل اغلاق باب التسجيل فرفض وتحجج بأن لديه عمل ومشغول لاكتشف أنه كان بالأمس يقدم أوراق بنت صديقه وبالصدفة كانت نفس المدرسة التي قدمت فيها لابنتي بنفسي رغم أني كنت مريضة وحامل بالشهر الثامن وعرفت ذلك من جارة لنا تعمل ادارية بنفس المدرسة. مكمن الخطر حين يكون الصديق مضللا لصديقه ويعرف أن لديه أسرة وأولاد ولكنه يشجعه على ترك بيته والمبيت خارج بيته بل ويزين بعضهم لبعض المعاصي والشرب والزنى أحيانا . يكمن الخطر كذلك حين تكون الصديقة دافعا لصديقتها لطلب الطلاق لا لحل الأمور وديا وتغريها بأن الطلاق حرية وحقوق وراحة بال . لقد بات الأصدقاء اليوم من أسباب تعمير البيوت أو خرابها لذا أرشدنا النبي الكريم بقوله: (المرء على دين -أي نهج وطريقة- خليله -أي صديقه- فلينظر أحدكم من يخالل -أي من يصادق ) إن أثر الأصدقاء بدا لي كمتخصص خطيرا ومؤثرا جدا لدرجة أني رأيت زوجة يوما ما بعد أن وقع عليها الطلاق من زوجها وهي ما زالت بالجلسة أخرجت المحمول بسرعة لتتصل على صديقتها وتخبرها بكل فرحة بأنها طلقت ولم تنتظر حتى تخرج من جلستها قبل أن تطمأنها أنها طلقت فلما بحثت الأمر وسألتها اكتشفت أن صديقتها مطلقة من قبل وقد زينت لها الطلاق وحرضتها عليه حسب كلام الزوج . ولذلك أقول لكل زوجة أرادت تقليل هروب الزوج من البيت: - لا تقطعي زوجك من أصدقائه ولكن كوني عامل جذب له بالبيت تثقفي مثلا إن كان زوجك يحب المثقفين والقارئين فربما هروبه منك بسبب جهلك وتفكيرك السطحي. -مارسي معه الرياضة إن كان زوجك ممن يحب الأصدقاء بسبب حبهم للرياضة واحفظي سره فربما يكون إخراجك لسره سببا في تفضيل أصحابه عليك. -تعرفي على هواياته وتعلميها كالشطرنج مثلا أو الطاولة آو التنس أو السباحة ، المهم صادقيه وشاركيه حتى يكون هناك عوامل جذب للزوج للمكوث معك داخل البيت وخارجه. وكوني متجددة بوضعيات الأثاث بطريقة تقديم الطعام بلبسك بحركاتك. -لا تشعريه أنه صراف آلي فقط بالبيت وأنه فرض عليه سماع اسطوانات الشكاوى من الأبناء يوميا، يقول أحد الأزواج: أنا أهرب من البيت بل ومن مهاتفتها بسبب أنها لا تسمعني مرة كلمة: حبيبي. وحشتني. لا أسمع إلا الصراخ واللطم والشكوى والعتب… وغيرها من الهموم والمشاكل. ووالله يا سيدي إنني حين أرجع بمجرد كلمات بسيطة مع الأولاد تحل كل مشاكلهم لكنها هي زوجة تحب النكد ولا تريدني أشم نفسي خارج البيت وهذه حياة عقيمة.