تصر سارة على أنها لا تفكر بالزواج، رفضت أكثر من عريس تقدم إليها، بل وأحبت شاباً ثم تركته حين طلب منها الارتباط. الأمر يبدو غريباً، لكن حين نعرف القليل عن الحياة العائلية لسارة يعرف السبب فيزول العجب، كما تقول والدتها وهي مديرة مدرسة في عمّان. تقول الأم: "حين تزوجت كان خطيبي رقيقاً جداً معي ولم اكن أعرف أن طباعه الحقيقية مختلفة ولم يبدو عليه أنه عنيف، وبعد الزواج؛ فوجئت بحجم العنف الذي يخبئه والاحتقار للمرأة، أصبح يضربني ويشتمني ويسخر مني ويضربني ضرباً دامياً، وكلما عدت إلى أهلي تقول لي أمي، اصبري أفضل من الطلاق وغداً حين تنجبين له طفلا أو طفلة يهدأ، فهو الآن شاب وعصبي والأبوة ستعقله. وبالفعل أنجبت سارة، وعشنا أنا وهي في رعب وخوف طيلة طفولتها، وكنت حريصة على ألا أنجب غيرها، لأنني قررت في نفسي أنني سأترك هذا الزواج. ظللت معه حتى أصبح عمرها ثمانية سنوات، حين شهدت على واقعة كاد زوجي/والدها أن يقتلني أمامها، وقد تسبب ذلك في إيداعه السجن، فأخذت ابنتي وتنازل هو عن حضانتها مقابل أن أتنازل عن الدعوى التي رفعتها ضده والتي كانت ستكلفه سنوات من عمره. أخذت سارة ورعيتها وأشبعها أخوالها حناناً ومحبة، لكنها لم تنس أبدا ما حدث أمامها، في سنوات طفولتها الأولى، وظلت علاقتها بوالدها سيئة، يأتي أحياناً ويتدخل في حياتها بطريقة عنيفة ويغيب بالشهور ليظهر فجأة ويلاحقها ثم يعود للاختفاء من حياتها، فلا هو أب موجود ولا هو ميت فنقول يتيمة ولا ذنب لها. عاشت قصة حب جميلة، وهي تصارحني بكل شيء، لكنها تصر على أن الرجال قبل الزواج مختلفين، وأنها لن تتزوج أبداً لكي لا تتعرض لما عشته أنا، ولا تنجب طفلة فتعيش نفس تعاستها. رغم أن ابنتي لديها نماذج جيدة من أخوالها عن الرجل، لكن جرحها من أبيها ترك أثراً كبيرا في رأيها عن الرجال، وموقفها منهم، وتخشى من العنف ومن أن تعيش تجربة مؤلمة". هذه هي قصة الخوف من الارتباط عند سارة، فما رأيك عزيزتي قارئة "أنا زهرة" وهل لديك نصيحة لها؟ أو رأي يتفق أو يختلف معها؟