يتلقى الإنسان في حياته الكثير من الأخبار السيئة؛ موت عزيز أو فصل من العمل، أو ربما خسارة في البورصة، وفي كل مرة يختلف رد فعله بحسب شخصيته، لكن حين يصارح الطبيب مريضه أنه مصاب بالسرطان، فإن رد الفعل يكاد يكون واحداً، وهو شعور يمتزج فيه الخوف بالحزن وعدم التصديق، وفقاً لحكايات مختلفة استطلعتها "أنا زهرة" لم يختلف فيها إلا قليلون. فمن أصعب أنواع الخذلان، أن تخذلنا أجسادنا وتقطع الطريق على حياتنا وأحلامنا. هذه بعض الحالات: رنا: حالة إنكار تقول رنا إنها ظلت قلقة حين أخبرها الطبيب بضرورة إجراءات فحوص أكبر، لم يشرح لها لكن لهجته جعلت قلبها ينقبض. وبعد مدة من الفحوصات طلب منها الطبيب أن تزوره في المستشفى بصحبة أحد من العائلة. زاد قلق رنا، ولكنها ذهبت وحدها. تقول: نظر الطبيب إلي وقال لدينا حالة متقدمة من السرطان في الثدي، وعلينا أن نبدأ العلاج فوراً. شعرت رنا بأن قلبها نزل فجأة في قدميها، وقالت للطبيب: خبيث؟ تقول رنا أنها عادت إلى البيت دون أن تستوعب الأمر، لا تشعر أنها مريضة إلى هذا الحد، لكن الطبيب يقول عكس ذلك وظلت لفترة طويلة في حالة إنكار. ثائر: أنا عندي سرطان؟ معقول؟ سرطان البروتوستات، قال الطبيب للشاب ثائر، الذي يقول: لم أعرف ما أقول، شعر رأسي وقف وشعرت بألم في كل جسمي كما لو أن أحداً ضربني على رأسي. قال للطبيب: ماذا تقصد؟ أنا عندي سرطان؟ معقول؟ يقول ثائر، لم أعد إلى البيت دخلت فوراً إلى المستشفى، وكنت أشعر أنني سأدخل في معركة غامضة ولكن علي أن أفعل ما بوسعي لأربحها. دارين: أحمدك يارب وأشكر فضلك اخبر الطبيب دارين الأم لأربعة أطفال أنها تعاني من سرطان الرحم، صمتت لوقت طويل، ولم تظهر على ملامحها أي تعابير لدرجة أن الطبيب بدأ ينادي عليها ويدفعها للكلام. تقول دارين أول عبارة نطقتها كانت أحمدك يارب وأشكر فضلك. عادت دارين إلى البيت، ولم تخبر أحداً من العائلة لمدة أسبوع، وظلت تصلي كل ليلة وتطلب من الله الرحمة والشفاء والمغفرة، وأن يحتسب مرضها كفارة لذنوبها. علي: الرجال يبكون أيضاً يخاف علي طيلة حياته من مجرد سيرة مرض السرطان، يوسوس ويستعيد ذكريات مؤلمة، إذ توفيت جدته التي كان متعلقاً بها بنفس المرض. وحين ذهب لإجراء فحوصات عادية، طلب منه أن يعود وأجريت المزيد من الاختبارات وقيل له إنه مصاب بالسرطان. ولحظة عرف ذلك انهار تماماً وبدأ في البكاء، وأصبح يرجو الطبيب أن يتأكد من جديد. خرج مسرعا من المستشفى وقاد سيارته إلى البيت وهو يبكي وصل ودخل مسرعاً إلى والدته واختبأ في حضنها واستمر في البكاء. شاهندا: قتلني الهم عاشت شاهندا حياة صعبة، كانت يتيمة في طفولتها ثم شاءت الأقدار أن تتزوج من شخص كان يضربها ويؤذيها وأخذ منها طفلتها وأرسلها إلى بلد ثان عند والدته. عاشت مقهورة طيلة حياتها، وحين أخبرها الطبيب عن إصابتها بالسرطان، بكت، بكت حتى اهتز كتفاها وأصبحت تغمغم وتقول: قتلني الهم والقهر، حسبي الله ونعم الوكيل. لجميع المرضى ندعو بالشفاء، ولأنفسنا نطلب دوام نعمة العافية اللهم اجعلها نعمة لا تزول. وأنت عزيزتي قارئة "أنا زهرة" ما رأيك في ما قرأت، وهل لديك حكاية تودين مشاركتنا إياها؟