سواء أقمت بجلد نفسك على غلطة ارتكبتها من شهر، أو أهلكت نفسك من التفكير إن كنت ستنجحين في امتحان الغد؛ فإن الإفراط في التفكير في الماضي والمستقبل هو معيق كبير للنجاح وحاجز أمام راحة البال. وعجزك عن إخراج الأمر من رأسك سيتركك في حالة سيئة من القلق المستمر أو الحزن والاكتئاب وبالتالي تصبحين شخصية منفرة لكثيرين ونجاحك في حاضرك صعب، فأنت إما أسيرة الماضي أو خائفة من المستقبل، ولكن ماذا عن اليوم؟ هذا لا يعني بالطبع أن لا تفكري ملياً بقراراتك قبل اتخاذها وألا تفكري في أخطائك كي لا تكرريها، لكنه يعني أن تكوني عقلانية في علاقتك بالماضي والمستقبل وأن يكون انتماؤك أكثر للحاضر، فهذا الحاضر إن أحسنت العمل فيه فإنه سرعان ما يصبح ماضياً ترضين عنه، وكذلك يؤسس لمستقبل تحبينه لنفسك. وهنا ثلاث مشاكل خطرة تقعين فيها إذا كنت من النوع الذي يكثر من تفكير يروح ويجيء بلا جدوى: # يزيد من خطر إصابتك بمرض ذهني أو نفسي عام 2013 نشرت مجلة "سيكولوجيا فوق العادة" تقريراً يتحدث عن خطر الدوران في الأفكار نفسها، وعن قدرة هذه الأفكار على تدمير صاحبها عصبياً ودخوله في اكتئاب وهناك من ينهار إن كان ضعيف الشخصية، وهي حالة قادرة على مفاقمة الشعور بالإحباط والخوف، مما يقلل القدرة على التركيز والتواصل مع الآخرين والثقة بالنفس، وهذه أمور تؤدي إلى تراجع الصحة الذهنية والنفسية بالتدريج. # يجعل حل المشاكل صعباً التفكير بشكل مبالغ فيه لا يحل لك مشكلة بل ربما يعقدها بينما يكون حلها بسيطاً، لكنه تفكير ينتج توهمات وتوقعات واستنتاجات قد يكون كثير منها نتيجة التهويل لشدة ما فكرت. لذلك فإن التفكير المعقول وتبسيط الأشياء يساهم في حلها أكثر وبشكل أفضل. # يسبب اضطرابات النوم والأكل من يبالغ في تدوير الأفكار وتقليبها، لن يستطيع النوم براحة، وقد يستيقظ في الليل أكثر من مرة أو يرى الكوابيس أو يضطر إلى أخذ حبوب تساعد في النوم، وكل نتائج ما سبق هي الاضطراب والقلق وعدم التركيز والشعور المستمر بالإرهاق وهذا يؤثر على العمل. وكذلك هو الأمر بالنسبة إلى الطعام، إما يزيد أو يقل وفي الحالتين هناك مشكلة. # يخلق مشاكل عائلية هذه الحالة اللولبية والدوامة تجعلك شخصا عصبيا وسريع الغضب أو حزيناً ورفقتك ليست ممتعة ولا حل للترفيه عنك، وفي كل هذه الحالات تصبحين شخصاً لا يطاق وتدخلين في مشاكل مع زوجك أو صديقاتك أو أهلك. ولكن كيف نتصرف لنوقف المبالغة في التفكير: التفكير الزائد يأخذك إلى تحت، إلى قاع الحالة النفسية، ولكن الأخبار الجيدة أنه ليس قدراً عليك، بل يمكنك التخلص منه. وذلك عن طريق استخدام استراتيجيات تزيد قوتها بالتدريج وأهمها: # فترات التأمل والتفكير في نقطة فراغ، ولتحقيق ذلك يمكن ممارسة اليوغا #الرقص وممارسة النشاط الحركي المبهج كاللعب والقفز والنزهة #سماع موسيقى كلاسكية والتركيز معها #قراءة كتاب والتركيز فيه ومحاولة وضع ملاحظات حوله #متابعة فيلم سينما حين تلاحظين أنك بدأت الدخول في الدوامة مرة أخرى #الركض أو ممارسة المشي أو الرياضة قبل النوم لكي تنامي متعبة بعد حمام ساخن