يقول الحديث الشريف "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فلماذا غاب تطبيق هذا الحديث الشريف عن واقع كثير من بيوتنا؟ لماذا صار الرجل اليوم يستغل زوجته بهذا الشكل المفجع الصادم؟ لا أعترض على أن تكون الزوجة معينة ماديا لزوجها، لكنني أتحدث عن نماذج غير عادلة لأزواج تساعدهم زوجاتهم. لكن وصل الأمر لسداد ديونه من مشاريعه الخاسرة وشراء سيارة وسداد أقساطها ومخالفاتها التي تتعدى الألوف، ثم يريدها معلمة لأولاده وطبيبة وسائقة وتدرس لهم وتحملهم بالصباح للمدرسة وترجعهم، وتذهب بهم للطبيب وتخرجهم وحدها بالإجازات لأنه الزوج مشغول بلا شيء أو مع أصدقائه. لمتى ستظل الزوجة مستعبدة بهذا الشكل؟ ومما يزيد الأمر سوء أنه يتهمها بعد كل ما تقدمه بأنها مقصرة في حقه الشرعي وأنه بذلك لديه الحجة ان يتزوج عليها أو يتعرف على صديقة، وهل انت أيها الزوج أعطيتها الوقت لتهتم حتى بنفسها؟ تقول إحدى الزوجات المقهورات : إنني منذ 4 أيام لم اقف أمام المرآة، لأني لا أجد وقتا حتى لنفسي. وزوجي يريدني بعد شقاء يوم كامل، أن أستيقظ له الساعة 2 صباحا عند عودته من السهر لكي اجهز له عشاء أو أشاركه مشاهدة التلفاز، أي ظلم هذا وهو لا يعينني ولا يساعدني وترك المسؤولية كلها على ظهري؟ إن تحمل المسؤولية يستوجب من الزوج أن يرعى أحوال أبنائه دينيا ونفسيا ودراسيا: إن من صور تخلي الرجل عن مسؤولياته تجاه زوجته أنك تجد كل اجتماعات أولياء الأمور بالمدارس لا يحضرها إلا الأمهات بنسبة 90% ومن صور التخلي عن المسؤولية أن تجد الأسواق كلها تعج بالنساء، وقلما تجد الرجال لأنهم تخلوا عن مصاحبة الزوجة وقضاء حوائج البيت. حتى الحلاق والخياط تذهب هي بنفسها لحلق شعر الابن وتخييط ملابسه مع أن ذلك من اختصاص الزوج ولكن لا حياة لمن تنادي . ومن تلك الصور أيضا تركها مع عامل الصيانة نجارا او كهربائيا أو غيرهم لحالها تعامل الرجال بل وتذهب لاصلاح سيارتها وتنظيفها وسط الرجال والعمال. ألا فليستحِ هؤلاء الرجال ... ومن الصور التي تؤرقني شخصيا عندما أراها ترك الزوجة وهي مريضة لتذهب لطبيب العيون او الأسنان أو غيرها من التخصصات دون وجود الزوج معها. ونقول بعدها: لماذا تقع الكوارث والخيانات الزوجية؟ إن تخليك كزوج عن المسؤولية هو السبب الأكبر. ومن صور عدم تحمل المسؤولية عدم الإنفاق ولي هنا تعليق أقول فيه لكل رجل بنص القرآن الكريم: إنك لن تفوز بلقب رجل إلا عندما تنفق من مالك على زوجتك وأولادك قال تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا" يعني من ينفق هو صاحب القوامة فقط. تقول إحدى الزوجات: زوجي يقول لي كلما نقص الطعام بالبيت: (دبري حالك) وأنا لا اعمل فكيف أدبر حالي؟ إنها كلمة كبيرة لمن يفهم معناها ولذا أنا أريد الطلاق لأنه لا ينفق وكل أمواله ضائعة على الأصدقاء والشرب. القراء الأعزاء : الأعباء اليوم صارت ثقيلة على الزوجة، فهي الأم والأب تحمل وتلد وتربي، وتعلم وتنفق. والزواج مقصور على القادر على تحمل المسؤولية، وليس للعاجز الذي يطمع في زوجة عاملة ليسطو على راتبها، إن أي مبلغ تضعه الزوجة في منزلها إنما هو تفضل منها لا تجبر عليه، وأظن أنه لو رفضت كل زوجة اليوم مساعدة الزوج والانفاق على أسرتها سترتفع حالات الطلاق أكثر.