لماذا توافق أي شابة على الزواج من شاب عرفياً؟ سؤال طرحته "أنا زهرة" على شابتين عاشتا هذه التجربة، وفضلت الاثنتان عدم ذكر اسميهما، الفتاة الأولى من القاهرة والثانية من بيروت: تقول الفتاة المصرية (23 عاماً) إنها أحبت زميلها في الجامعة، وأنه حاول التقدم لخطبتها لكنه ذويه رفضوا لأنه ما زال طالباً، وحاول التقدم إلى أهلها من دون إحضار والديه فكان الرد هو نفسه، قائلين "أكملوا تعليمكم الأول"، ثم فكروا في الخطوبة والزواج. وترى الفتاة أن السبب الأساسي الذي دفعهما للزواج العرفي هو تشدد الأهل من الطرفين، ورغبتهما الجارفة بأن يكونا معاً وأن يعيشا معاً. سألناها إن كانت نادمة، فأجابت "لست نادمة، العلاقة انتهت وعرف أهله وأهلي بقصتنا، ورغم كل الغضب وكل ما حدث، فقد تجاوبت مع لحظة حب صادقة ولم أفعل شيئاً يغضب الله فقد كان هناك شهود من أصدقائنا وفي الجامعة الكل يعرف أننا متزوجان، صحيح انه أمر يغضب المجتمع، لكن المجتمع لم يحترم رغبتنا في أن نكون معاً". وحين نسألها عن فشل العلاقة، توضح "لا يمكن أن نعتبر العلاقة فشلت، لقد انتهت، وهناك زيجات عادية تستمر 20 و 25 سنة وتنتهي بالطلاق أيضاً، لقد مارسنا حقنا في تجارب الحياة، كنا معاً واكتشفنا أننا في الحياة الزوجية الواقعية لن نكون سعداء، فانفصلنا كأي زوجين وكنا حريصين على عدم التورط في الحمل لأننا أصلا كنا ندرس". الشابة من لبنان تقول "أحببت رجلا أكبر مني في العمر بخمس عشرين عاماً، وأنا المدللة عند والدي لأنني البنت الوحيدة، وحين عرف بأنني أريد الزواج من شخص في عمره تقريباً جن جنونه، وحاول بكل الوسائل منعنا من اللقاء، لكن كان حبي له أقوى من كل شيء، وفي يوم قال لي لنتزوج عرفياً ونضع والدك أمام الأمر الواقع ولأنه يحبك كثيراً لن يطول غضبه". هل أنت نادمة؟ نسأل الصبية فتقول: "نعم لأنني تعرضت لعنف كبير مع الرجل الذي تزوجته عرفياً، وتسببت بكثير من الألم لعائلتي وخصوصاً أبي، لكن كانت لحظة طيش واندفاع كبيرة ولم أقاومها، وقد تركني بعد مدة وكان آخر كلامه أنه تزوجني هكذا ليعاقب أبي على رفضه له وأنه لم يعد يريدني". تعتبر ظاهرة الزواج العرفي منتشرة في بعض البلدان العربية، وتعود لأسباب كثيرة لا يمكن أن نلقي فيها اللوم دائماً على الطرفين، فهناك عوامل اقتصادية تمنع الزواج، وحاجات جنسية مكبوتة لدى الطرفين، وتعنت وتشدد من قبل الأهل، ودوافع عاطفية تسيرها مشاعر الحب والرغبة والبحث عن الأمان. ولا يعرف كثيرون أن هناك أشكال مختلفة ظهرت بين الشباب لتجعل الزواج أكثر سهولة، كرد فعل على أن المجتمع يجعل الزواج أمرا معقدا ومكلفا ويبدو مستحيلا. من هذه الأشكال زواج الدم والزواج المسجل وزواج الطوابع وزواج الوشم والبصمة والهبة والزواج الشفهي، وغيرها من أشكال الزواج التي يقنع بها الشاب الفتاة على أنها تقع تحت بند الزواج الرسمي، وما هي إلا حلول وقتية وسريعة للطرفين مشاكلها أكثر من سعادتها. وهذه إطلالة على بعض أشكال الزواج التي ابتكرها المراهقون: زواج الكاسيت ويتمثل في أن يقوم الشاب والفتاة الراغبان في الزواج بتسجيل عبارات مثل قول الشاب "أريد أن أتزوجك" وترد عليه الفتاة "وأنا قبلت الزواج"، ويتم تسجيلها على الهاتف أو شريط كاسيت أو أسطوانة تخزين لكي تكون اعترافا عليهما بالزواج، وتكون بمثابة الشاهد على العلاقة، ويتم عمل نسختين واحدة للفتاة والأخرى للشاب. #زواج الدم يتمثل في القيام بجرح الطرفين لأيديهما ثم يقومان بخلط الدم، وهذا دليل على امتزاجهما في نسيج واحد، مشيرين إلى أنه دليل على الرومانسية، كما أنه أقوى من الارتباط التقليدي السائد بين الناس. # زواج الطوابع يتم من خلال شراء كل من الشاب والفتاة لطابع بريد ولصقه على جبين الطرف الآخر، وبهذا تنتهي مراسم الزواج مع امتزاجها بالمباركات بين الأصدقاء. # زواج الوشم ويجري من خلال رسم صورة الحبيب على صدر كل طرف بجانب صورته واسمه، وقد يكتفي الشاب فقط بالمراسم بسبب آلام دق الوشم أو حتى لا يكشفها أهل الفتاة، وتبدأ العلاقة الزوجية بعد دق الوشم، ويتخذ الطرفان من الوشم مظهرا للزواج لأنه من الصعب إزالته.