كثيراً ما نسمع عبارة "لن أسامح نفسي أبداً", فهل فكرت يوماً في معنى مسامحة النفس. وهل لديك ما لن تغفريه لنفسك؟ مثل ممارسة العنف على أبنائك أو مقاطعة عائلتك أو خيانة صديقة أو الغياب عن زوجك لساعات طويلة؟ تعتبر المصارحة مع الذات والاعتراف بالذنب والإقرار بضرورة الوصول إلى مصالحه مع النفس, أحد أصعب الأمور وأعقدها. ويعتبر الخضوع بشكل دائم إلى لوم الذات واستعادة وتذكّر الفعل الخاطئ, أمران من أشد الأمور القسوة, فهو يعمق شعورنا بالذنب والخجل, ويؤدي إلى تفاقم المشاعر السلبية ويمثل أرضا خصبة للعديد من الأمراض النفسية وحتى الجسدية. ويتسبّب جلد الذات المستمر في قتل الإحساس بمتعة الإنجاز ومتعة الحياة نفسها, وهي التي تُمتع الفرد من مسامحة نفسه على أخطاء بعضها يبدو تافها جدا, وهذا السلوك يؤدي في الغالب إلى شعور مرير باحتقار الذات وهي المرحلة الأكثر خطورة في سلسلة التأنيب. ولكن كيف نصفح عن أنفسنا؟ الأمر ممارسة عملية لا تكتفي بالنية الطيبة, فلا بد من القيام بأي شيء من شأنه أن يقوّم الخطأ الذي ارتكبناه من خلال تعويض الآخرين عن سلوكنا غير المناسب معهم بعمل مناسب أو حتى بكلمات رقيقة تمسح شعورهم بالإساءة, كما يمكننا أن نسامح الآخرين على إساءتهم لنا كجزء من تطهير الذات.