التوتر والعنف والإساءة الجنسية أمور تتعرض لها الفتيات في العالم، ويلفت علماء الاجتماع أن هذه الأمور تجعل من عملية البلوغ لديهن أسرع، أي أنهن ينضجن قبل الأوان. كثيرة هي الدراسات التي أجريت حول هذه الفكرة للتأكد من صحتها، وكان آخرها تلك التي قام بها باحثون في جامعة بنسلفانيا الأميركية للتأكد من هذا الافتراض، وبالفعل ثبت أن الفتيات اللواتي يعشن في بيئة مليئة بالعنف الأسري والتوتر أو اللواتي يتعرضن للاعتداء الجنسي في سن مبكرة يبلغن أكبر بـ8 إلى 12 شهرا من اللواتي لم يتعرضن للعنف أو الاعتداء. هذا الفرق في معدل البلوغ الجسدي لا يعد كبيرا جدا، ولكن من المحتمل أن يترك آثاره السلبية في نفسية المراهقات، نظرا إلى أن البلوغ العقلي مرتبط بشكل أساسي بالبلوغ الجسدي ومعدلات الهرمونات في الجسم. وهذا يقودنا إلى مسألة أخرى ناقشها الباحثون النفيسيون والاجتماعيون، وهي أن استقرار الحياة الأسرية عامل رئيسي لتجنيب الفتيات الصغيرات مشكلات صحية خطيرة. ولم تخف الدراسات الآثار السيئة للبلوغ المبكر، مؤكدة على مخاطره ومشكلاته الصحية المتنوعة بالنسبة إلى الفتيات، ومن بينها اضطرابات المزاج ومحاولة استهلاك المخدرات والانحرافات المختلفة. ويتغيّر النمو الجنسي للأطفال من باب التكيّف استجابة لظروف يعيشونها ومنها تسريع البلوغ والنشاط الجنسي ومن ضمنها الفقر والنزاعات الزوجية وسلبية وقسرية علاقات الوالدين بالأطفال وافتقاد الأبناء لدعم ورعاية الوالدين. من جهة أخرى فقد الفتيات اللاتي يصلن إلى سن البلوغ مبكرا يواجهن خطرا أكبر بالتعرض إلى عدد من مشكلات الصحة السلوكية بما في ذلك اضطرابات الأكل.