يعيش الإنسان المعاصر في عمله أكثر مما يعيش مع عائلته، يقضي ما بين 8 إلى 10 ساعات وهناك من يعمل 12 ساعة، أي أن ما يتبقى للعائلة أو الأسرة أو للترويح عن النفس من وقت هو أقل القليل، هذا إن بقي وقت فعلاً. وقد أثبتت العديد من الأبحاث أن البطالة قد تؤثر على الصحة النفسية والجسدية للإنسان، ولكن يمكن أيضا للوظيفة السيئة أن تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية مقارنة بالبطالة. ويحذر خبراء بريطانيون من انقلاب النظرة الإيجابية التي يحملها عموم الناس عن العمل باعتباره مصدرا مهما للطاقة والتحفيز والشعور بالانتماء ومعنى الحياة، إلى مصدر للتوتر والضغط العصبي والتعاسة، وما يمكن أن يترتب عن ذلك من نتائج مميتة. وكان طبيب الأمراض النفسية هارلود برادلي، أول من أطلق على الضغوط الخاصة بالعمل مسمى "الاحتراق النفسي" في عام 1969، ووصفه في أحد كتبه بقوله "من خلال عملي كطبيب نفسي أدركت أن الأشخاص في بعض الأحيان، يقعون ضحايا للحرائق تماما كالمباني، فتحت وطأة التوترات الناتجة عن الحياة في عالمنا المعقد، تستهلك مواردهم الداخلية بفعل النيران الملتهبة داخليا، ولا يبقى غير فراغ داخلي هائل حتى وإن بدأ االغلاف الخارجي سليما ً إلى حدّ ما". صحيح أن العمل في أي مهنة قد يؤدي إلى التوتر، لكن الأمر قد يكون أكثر حدة في صفوف العمال ذوي المهارات المحدودة، والذين لا تلقى مهنهم تقديرا من قبل المجتمع. وقد وضع باحثون بريطانيون قائمة في الوظائف التي يمكن أن تستنزف وقت الموظفين وطاقتهم وتسبب لهم التوتر أكثر من غيرهم، وترفع من احتمال إصابتهم بالكآبة التي قد تدفع البعض منهم إلى الإقدام على الانتحار، وقد وقعت أكثر من حالة في أميركا وأوروبا لأشخاص انتحروا هاربين من أعمالهم، التي كانوا تعيين فيها وخائفين من تركها والبقاء بلا عمل.

هذه قائمة بأصعب الأعمال.. اقرأيها وقولي لنا ماذا تضيفين عليها؟

 العمل في الحضانة والروضة

ويتصدر الأشخاص الذين يعملون في قطاع التمريض ورياض الأطفال هذه القائمة، حيث يعاني 11 بالمئة منهم تقريبا من الاكتئاب؛ لأنّهم يقومون بخدمة أشخاص لا يظهرون لهم في الغالب الامتنان أو التقدير، مما يحول دون حصولهم على طاقة إيجابية.

 النادلون

ويأتي الندل في المرتبة الثانية، وذلك بسبب ساعات عملهم الطويلة والمواقف المحرجة التي يتعرضون لها مع الزبائن حيث تزداد لديهم حدة التوتر والضغط النفسي، ويعاني حوالي 13 بالمئة منهم من الكآبة.

 الممرضون

يعد التمريض من أصعب المهن التي تتطلب ساعات عمل طويلة ومرهقة، والتعامل مع الناس في أصعب حالاتهم ومراقبة المرضى والألم وأحياناً يصاب الممرض بالإحباط بسبب كمية ما يرى من ألم ومعاناة هو عاجز عن حلها، إضافة إلى طبيعة المهنة نفسها وما تتطلبه.

 الأطباء

يعاني الأطباء من نفس المشكلة، جراء أسلوب حياتهم الروتيني وأجواء عملهم التي لا تخلو من المخاطر، إذ يصاب سنويا حوالي 9 بالمئة منهم بكآبة مزمنة.

 المعلمون

ليس المدرسون بمنأى من الضغوط المسلطة عليهم من قبل الطلبة وأوليائهم ومديري المؤسسات التعليمية التي يعملون بها.  

ما رأيك أنت؟ هل تعانين من ضغوطات كبيرة في عملك؟ هل تسبب لك وظيفتك الاحتراق النفسي؟