في عام 2008، ضجت وسائل الإعلام العالمية بقصة جوزيف فريتزل مغتصب ابنته إليزابيث والذي أطلق عليه آنذاك وحش النمسا المغتصب، والذي كان يحبس ابنته في القبو لـ 24 عاماً وكان قد وضع للجدران عازل صوت لكي لا يسمع أحد استغاثاتها، واغتصبها وأنجب منها سبعة أطفال. وقد عادت القصة لأن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها ويليبارد ريتنر، ضابط التحقيق الذي قابل إليزابيث، بعد وقت قصير من إنقاذها. "لن يصدّقني أحد"، كانت الكلمات الأولى التي نطقت بها إليزابيث، حيث يقول ريتز لقناة الوثائقية 5، إنّه خلال المحادثات عن والد إليزابيث (52 عاماً)، رفضت أو امتنعت عن قول اسمه، وفضّلت الإشارة إليه بـ"هو". وتابع رئيس التحقيق الجنائي أنّ إليزابيث لم تقل شيئاً، وقالت "لا أحد سيصدّقني على أي حال". لذلك تحدّثوا إليها بأسلوب آخر، وقالوا لها: "حسناً ربّما كنت أنت الضحية"، آنذاك تغيّر موقفها، وقالت: "لكن إن قلت ما حدث معي بالتحديد، لن يصدق أحد بتاتاً الأمر". وبعد ذلك، وضعت عدداً من الشروط، ومنها أنّها لا تريد أن تراه مرّة أخرى. وعنت بذلك فريتزل، أي والدها. وكشفت عن خوفها من أنّ الجميع سيصدّق والدها، وسيعتقدون أنّها كاذبة. ويقضي فريتزل، الذي يبلغ من العمر 82 عاماً، عقوبة بالسجن مدى الحياة، لإدانته باغتصاب ابنته مراراً وتكراراً، وسجنها في قبو، ما أدّى إلى إنجابها سبعة أطفال. إلى ذلك، كتبت صحيفة "ذا ديلي ميل" أنّ إليزابيث أنجبت الأطفال حين كانت أسيرة، وبقي ثلاثة منهم محاصرين داخل القبو معها. القبو الذي تمّ إغلاقه بـ200 طن من الإسمنت، بعد أن أصبح معلماً سياحياً غريباً. وحكم على فريتزل بالسجن في مارس/آذار 2009. أمّا والدة إليزابيث فأخذت ثلاثة من أبناء إليزابيث التي كانت غافلة عمّا جرى لابنتها، لاعتقادها أنّها اختفت في البداية، بعد أن أقنعها زوجها بأنّ إليزابيث تخلّت عن أطفالها وهربت، ومثّل أنّه جدّ الأطفال وليس والدهم. ولكن تساؤلات كثيرة حول علاقة الأم بما حدث ما زالت تطرح إلى اليوم رغم عدم إدانتها، فهي تقول إنه كان يمنعها منعاً باتاً من النزول للغرف التي بناها تحت الحديقة، ولم يكن معها مفتاح ولم تكن تسمع شيئاً. وقد غيرت هذه الأم اسمها وبيتها لكي تستطيع إكمال حياتها بعيدا عن الاتهامات التي لم تسلم منها. بيد أنّ القدر لعب دوره في الكشف عن هذه المأساة، ووضع نهاية للقبو السري، حين أدّى المرض الحرج الذي ألمّ بكرستين، الابنة البالغة من العمر 19 عاماً، إلى إجبار فريتزل على أخذها إلى المستشفى لتلقّي العناية الطبية اللازمة أمام ضغط إليزابيث التي ارتعبت على ابنتها وشعرت بأنّها على وشك أن تموت، وطلبت المستشفى إحضار الأم ولم يستطع فريتزل الرفض، فأحضرها للمستشفى لتطلب هي النجدة على الفور. بدورها، قالت الطبيبة النفسية التي قابلت فريتزل، إنّه "وُلد ليغتصب". وأضافت أنّه عبّر بكلمات حادّة عن حاجته للسيطرة على امرأة أو السيطرة على شخص ما والهيمنة عليه والتحكّم فيه جنسياً. وأوضحت أنّه قال إنّه لا يمكن أن يعطي سبباً لهذه الرغبة، ولكن شيئاً ما بداخله كان يحتاجها. وفريتزل، مواطن نمساوي، ومتدرّب كمهندس كهربائي، اختطف ابنته في عام 1984، بعد أن استدرجها إلى سرداب المنزل، ثمّ خدّرها وربط يديها قبل أن يسجنها في القبو. وإضافة إلى الاغتصاب والخطف والاحتجاز، قتل فريتزل أحد أطفال إليزابيث السبعة وهو رضيع فرماه في فرن ليحترق حيا، وعاش ثلاثة منهم مع والدتها بعد أن تبنّاهم فريتزل رسمياً، وبقي ثلاثة منهم محتجزين معها.