لا شيء يضاهي مزايا عيش حياة المدينة بحيويتها ونشاطها، وخاصة في بيئة جميلة مثل تلك التي تحتضنها مدينة دبي. ولكن على الجانب الآخر فإن هذا الواقع الجميل تكتنفه العديد من التحديات التي ترافق العيش في المدن الكبرى، بما في ذلك صخب الحياة والتوتر النفسي والضغوطات الاجتماعية.

وفي الوقت الذي حرص فيه بعض سكان هذه المدن على تطوير استراتيجياتهم الخاصة للتعامل مع ضغوطات الحياة، للأسف تبنى البعض الآخر خيارات خاطئة وغير صحية للتغلب على المشاعر السلبية التي تنتابهم بين الحين والآخر، ومن أكثر هذه الخيارات شيوعاً هو اللجوء للطعام لتخفيف الشعور بالقلق والإحباط. إن استخدام الطعام كسلاح لمواجهة التقلبات النفسية والعاطفية قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية والدخول في دوامة زيادة الوزن وعدم الشعور بالرضا عن النفس من جديد وارتفاع مؤشرات السمنة وتزايد المشاكل الصحية عموماً.

ويعد أبريل شهر التوعية ضد مخاطر الأكل العاطفي. وفي هذا الإطار، تقدم لنا زينة سويدان، أخصائية تغذية علاجية في "رايت بايت"أهم خمس نصائح للسيطرة على الرغبة بتناول الطعام تبعاً للحالة النفسية والمزاجية والحفاظ على الصحة العامة:

  • تقبل العواطف والمشاعر السلبية بطريقة عقلانية ومنطقية. إن جميع الأشخاص على حدٍ سواء تنتابهم حالات من الإحباط والحزن، وليس عليهم بالضرورة الحصول على تعويض فوري من خلال الطعام، ويجب الحرص على تجنب تناول أطعمة معينة بهدف تعديل المزاج بشكل مؤقت وزائل.

  • التعرف على المحفزات من خلال كتابة مفكرة لتدوين الحالة المزاجية التي تدفع الشخص لتناول هذه الأطعمة، بالإضافة إلى التعرف على عدد مرات اللجوء الى الأكل لتعزيز المشاعر النفسية وتحديد الأوقات الصعبة والمأكولات المغرية. ستتيح هذه الاستراتيجية تفهم العادات الشخصية ومعرفة الحلول الملائمة.

  • تشتيت الإنتباه. في حالة الشعور بالضعف تجاه أطعمة معينة، فمن الأفضل عدم الاحتفاظ بهذه المأكولات في متناول اليد أو إلغاؤها من قائمة المشتريات من الأساس. والقيام بدلاً عن ذلك بتوفير البدائل الصحية بشكل تسهل رؤيتها في المطبخ أو إيجاد طرق أخرى لتغذية المشاعر غير الطعام.

  • إشباع الجوع الجسدي بطريقة صحية، وهي تقسيم الوجبات الغذائية التي يتم تناولها خلال اليوم إلى خمس حصص صغيرة، بهدف موازنة مستويات السكر في الدم والهورمونات وإزالة الرغبة الملحة في تناول الطعام. وأفضل طريقة لذلك هي إدخال الحبوب الكاملة والدهون الصحية والبروتينات الجيدة إلى الحمية الغذائية بشكل متوازن، حيث سيساعد ذلك على السيطرة على الحالة المزاجية وكمية ونوعية الطعام الذي يتم تناوله.

  • الاستمتاع بتناول الطعام. عندما لا تستطيع مقاومة إغراء الطعام، فالأفضل إطالة عملية الأكل للاستمتاع بطعمه ولذته. لذا يوصى بأخذ الوقت الكامل في إعداد المائدة وتناول الطعام ببطء ومضغه بشكل كامل والاستمتاع بحصة معقولة من الوجبة الغذائية ومن ثم تنظيف وترتيب المكان ومغادرته فوراً والانصراف لأداء مهام أخرى. وتساهم هذه الاستراتيجية في تخفيف الرغبة الملحة في الأكل عند تراجع الحالة المزاجية من جديد.